الجماعات الجهادية ستستغل الصراع بين الإخوان والعسكر لتنفيذ أجندتها تتهم جماعة الإخوان بالوقوف وراء العمليات الإرهابية رغم أن أنصار بيت المقدس هم من يتبنى هذه العمليات؟ هناك الكثير من الموقوفين من أنصار بيت المقدس، التي قامت بعدة عمليات في سيناء تستهدف الجيش المصري، والحكم يوجه هذه الاتهامات للإخوان، لأن هذه العمليات تجلت أكثر بعد خروج الإخوان من الحكم، ثم بعد الاستفتاء على الدستور، وستزداد هذه العمليات أكثر بعد انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، وقد تطال هذه العمليات السيسي نفسه ووزير الداخلية. ومن تكون جماعة أنصار بيت المقدس التي تتبنى التفجيرات في مصر؟ لا شك أنها جماعة إسلامية جهادية، لديها نفس أسلوب تنظيم القاعدة، وربما تتبع القاعدة سلوكا وثقافة، ولكن ليس هيكليا، ورغم أن الناس سمعت بها مؤخرا ولكنهم قاموا بعدة عمليات منذ سنة. هل تعتقد أن جماعة أنصار بيت المقدس ذراع مسلح للإخوان رغم إدانة تحالف دعم الشرعية للعمليات التي تقوم بها هذه الجماعة؟ لا أستطيع أن أتهم الإخوان المسلمين بأنهم يقفون وراء التفجيرات التي تتبناها جماعة أنصار بيت المقدس، ولكن هناك فريقا يشتغل على الأرض، واستغل حالة الاحتقان بين الإخوان والعسكر للقيام بهذه العمليات، والإخوان يستغلون بدورهم هذه العمليات التي تبنتها جماعة أنصار بيت المقدس. الجماعات الجهادية قامت بعمليات مسلحة في عهد مرسي وحتى في عهد مبارك ومع ذلك لم يتمكن الجيش من مكافحتها، كيف ذلك؟ هناك عمليات حدثت في سيناء، والكثير من الجماعات تنشط في سيناء من أجل أهداف سياسية وجنائية، وسيناء بحكم اتفاقية كامب ديفيد التي لا تسمح بتواجد أعداد كثيفة من الجيش المصري صارت مرتعا للجماعات المسلحة التي قامت بالسيطرة على المنطقة، وما يحصل في مصر حسبما كتبته جريدة أمريكية هو ”ضرب الجيش المصري بهدف إضعافه”، وفي الصراع القائم (بين الإخوان والعسكر)، دخل فريق ثالث، وأنا لا أتهم الإخوان المسلمين بالإرهاب، خاصة وأنهم يشكلون شريحة كبيرة من الشعب المصري، ولكن أدعوهم أن يأخذوا بعين الاعتبار العشرين مليون مصري الذين شاركوا في التصويت على الدستور، كما أن القوات المسلحة المصرية تمثل مؤسسة كبيرة من حيث عدد أفرادها وعائلاتهم. أنصار مرسي يتهمون المخابرات المصرية بالوقوف وراء التفجيرات التي تستهدف مراكز الشرطة بهدف تبرير عمليات قتل المتظاهرين واعتقالهم بشكل تعسفي، ما مدى دقة هذه الفرضية؟ لا أوافق أن الشرطة تغتال بعضها البعض، أو أن تقوم الشرطة باغتيال أبنائها، فربما تكون هناك عمليات اختراق في صفوف الشرطة، وحسب خبرتنا وبالمنطق فلا يمكن أن يغتال الجيش أفرادا من الشرطة لأي سبب، ولكن إذا تم انتخاب السيسي رئيسا لمصر فستدخل جماعات كثيرة إلى مصر لا علاقة لها بالإخوان، وسيكون من ضحايا هذه الجماعات مدنيون وحتى الإخوان أنفسهم، مثلما يحدث الآن في سوريا عندما اضطرت المعارضة إلى محاربة تنظيم القاعدة في الشام والعراق. وقعت عمليات انتقامية لعائلات مصرية ضد أفراد شرطة متهمون بقتل ذويهم رغم دعوات قادة الإخوان أنصارهم للتمسك بالسلمية، كم يستطيع الشعب المصري تحمل كل هذا؟ الشعب المصري في حالة ثورة وغضب شديد، وهو قريب من العرقنة (من العراق)، وعندما يقتل مواطن مصري فلا يجب السكوت على ذلك، لأن هناك فريقا ثالثا سيستغل هذا الغضب الشعبي لتنفيذ مخططاته، وأحيي في الوقت ذاته دعوات قيادة الإخوان الناس إلى ضبط أنفسهم وعدم القيام بأعمال انتقامية، لأن لهم مصلحة في ضبط مناصريهم، لأن مصر لن تعود إلى حكم الفرد، لكنها تضررت أكثر من مليون قبطي يستعدون لمغادرة مصر، فالوضع خطير لأن هناك هروبا للمستثمرين في مصر والسياحة معدومة، والإخوان لا يمكنهم أن يحكموا مصر واقتصادها منهار.