قتيلان في أحداث أمنية متفرقة تظاهر، أمس، أنصار جماعة الإخوان المسلمين في سائر المحافظات المصرية، تلبية لدعوة تحالف دعم الشرعية، المؤيد للرئيس السابق محمد مرسي، في إطار ما أطلق عليه ”أسبوع الصمود وفاءً للشهداء”، للمطالبة بمحاكمة رموز النظام الحالي، على رأسهم وزير الدفاع، المشير عبد الفتاح السيسي، والإفراج فورا عن جميع المعتقلين من أعضاء جماعة الإخوان، وعودة ما أسموه ”الشرعية الدستورية” و”الرئيس المنتخب”. تستمر المواجهة بين جماعة الإخوان المسلمين، وما أطلق عليه أنصار الشرعية في مصر والنظام الحالي، في ظل تمسك كل طرف بأفكاره ومعتقداته التي يرى بأنها الأنسب لخروج مصر من الأزمة المستحكمة التي تعصف بالبلاد، الجماعة ومؤيدوها يؤكدون بأنه لا استقرار ولا نهضة إلا بعودة الرئيس الشرعي المحبوس، وجميع مؤسسات الدولة المغتصبة، بينما يصر النظام الحالي وأنصاره أنه لا عودة لما قبل الثلاثين جوان، وأنه ماض في تحقيق جميع مبادئ خارطة المستقبل، التي تمت أولى خطواتها بالانتهاء من إقرار الدستور، ليحتدم الصراع والجدل بين الأطراف المتنازعة، وتبقى الميادين هي المتنفس الوحيد للتعبير عن وجهات النظر المختلفة، مع استمرار سقوط المزيد من القتلى والجرحى. وفي غضون ذلك، نظم، أمس، أنصار الرئيس المعزول مرسي، سلسلة من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في إطار ما أطلق عليه ”أسبوع الصمود وفاءً للشهداء”، مطالبين بإعدام من أسموهم قادة الانقلاب لاستمرار استباحتهم الدماء المصرية، وحاول المتظاهرون الغاضبون غلق شارع الهرم الحيوي بمحافظة الجيزة، ورددوا هتافات مناوئة للجيش والشرطة، فخرج عليهم أهالي المنطقة وألقوا عليهم زجاجات المياه لتفرقتهم، لتمتزج الهتافات والشعارات بين تأييد الجيش والشرطة تارة، والتنديد بممارسات الأجهزة الأمنية، التي وصفت بالقمعية تارة أخرى. وفي محافظة الإسكندرية، فرقت الأجهزة الأمنية مظاهرة لأنصار الإخوان عقب تشييعهم لجنازة شاب قتل، أمس الأول، أثناء مشاركته في مظاهرة، فرقتها قوات الأمن، حيث ردد المحتجون هتافات تندد بما سموه الحكم العسكري، وبقتل معارضي السلطة الحالية، ورفع المشاركون في المسيرة أعلام مصر وأخرى مرسوم عليها شعار رابعة، وصور المعتقلين، واستخدمت عناصر الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، وفتحت عليهم خراطيم المياه لتفرقتهم، ليرد عليهم المتظاهرون بزجاجات المولوتوف الحارقة ورشقهم بالحجارة، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين. وتأتي تحركات الإخوان ومظاهراتهم وسط تدابير أمنية مشددة، حيث أغلق الجيش والشرطة كل منافذ ميادين التحرير ورابعة العدوية ورمسيس، بالإضافة إلى الشوارع المؤدية إلى قصر الاتحادية، واستمرار اعتقال عناصر من الإخوان. وفي المقابل، تظاهر العشرات، بميدان التحرير، لمطالبة السيسي بالترشح للانتخابات الرئاسية، مرددين هتافات مؤيدة للجيش، كما رفعوا الأعلام المصرية وصور وزير الدفاع. أمنيا، قتل شخص وأصيب آخر إثر محاولة اقتحام مبنى شرطة نجدة بمدينة السادس أكتوبر بمحافظة الجيزة، من طرف ثلاثة مجهولين، كما قتل ضابط برتبة ملازم نتيجة تعرض سيارته لإطلاق نار كثيف من قبل عناصر متشددة بالقرب من منطقة ”الماليز” في شمال سيناء.