أفاد الوزير الأول عبد المالك سلال أن الجزائر ”سائرة إلى انتخابات رئاسية في موعدها، لكن المكاسب واستقرار البلاد خطر أحمر”، مشددا على ”ضرورة صناعة مستقبل يشارك فيه الجميع لأنه يعتبر قوة”. وينسجم هذا الكلام مع ما قاله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بشأن استقرار البلاد أيضا، لمّا تطرّق الثلاثاء الماضي إلى ”تكالب” بعض الأوساط و ”محاولة المساس بوحدة الجيش”. لم يختلف خطاب الوزير الأول عبد المالك سلال،أمس أمام ممثلي الجمعيات والتنظيمات بولاية ميلة، عن مضمون رسالة التعزية التي بعثها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لنائب وزير الدفاع بمناسبة سقوط الطائرة العسكرية الثلاثاء الماضي،عندما قال ”لقد اعتدنا الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل استحقاق، لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الاستقلال، فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي والتعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم”. وقال الوزير الأول ”نحن في الطريق الصحيح وأنا أتفاهم مع الجميع مهما كانت الظروف، لأننا في اتجاه واحد وعلى الطريق الصحيح”. مضيفا ”صحيح نحن ذاهبون إلى الانتخابات الرئاسية، لذلك وجب علينا الحفاظ على المكاسب المحققة، وممنوع تجاوز الخطوط الحمراء لأنها قضية متعلقة بمصير البلاد وأبنائها”. وفهم من كلامه أنه رد ضمني على هجوم عمار سعداني على جهاز المخابرات. وأوضح سلال أنه ”من الصعب الاعتراف بما أنجز في 15 سنة الماضية والمكاسب التي تحققت، ومن الواجب الحفاظ عليها والابتعاد عن التلاعب بها وعدم جعل الفتنة تدخل إلى صفوفنا”، مردفا ”نختلف سياسيا لكن لا يمكن الاختلاف حول مصير البلاد، ومستحيل العودة إلى سنوات الإرهاب”. وشدد الوزير الأول بالقول ”يستطيع الجميع الحفاظ على الوحدة والحس الوطنيين وتماسك الشعب الجزائري، من أجل خلق جو أخوي ينبغي أن يسود عبر أرجاء البلاد”. في المقابل، كشف سلال عن استعداد حكومته لمواصلة إتمام البرامج التكميلية والاستمرار في مسيرة الدعم الاجتماعي وإصلاح العدالة والقضاء على البيروقراطية وتدعيم الصحافة العمومية والخاصة، فضلا عن تقليص التبعية لقطاع المحروقات، مضيفا ”أنا على يقين من نجاحنا والغد سيكون أفضل، لذا لا ينبغي فقدان الأمل”.