قررت التنسيقية الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع الصحة التابعة للمركزية النقابية العودة إلى الاحتجاجات، حيث ستنظم غدا بمستشفى مصطفى باشا الجامعي اعتصاما وطنيا بمشاركة عمال السلك عبر الولايات، وهو التجمع الذي سيشارك فيه عمال الأسلاك المشتركة بقطاعات التعليم العالي، التربية، والشبيبة والرياضية، تضامنا مع زملائهم واحتجاجا على التهميش الذي طال هذه الفئة التي تهدد بالتصعيد بسبب التماطل في مراجعة القانون الأساسي لفئة الأسلاك المشتركة وإلغاء المادة 87 مكرر. انتهت مرحلة “التهدئة” التي التزمت بها تنسيقية الأسلاك المشتركة لقطاع الصحة التي سجلت أعلى معدلات احتجاجاتها في 2013 بين اعتصامات بالمستشفيات وإضرابات، لتعود اليوم إلى الواجهة وتدشن بذلك أول حركة احتجاجية بقطاع الصحة الذي بدأ يحذو حذو عمال التربية المضربين منذ 4 أسابيع، حيث ذكر الأمين العام للتنسيقية منير بطراوي ل “الخبر” أن السلك في حالة “غليان” كبير، وتدخلت التنسيقية مرارا لتهدئة الأوضاع رغم مطالبة العمال بالدخول في احتجاجات وطنية تنديدا بوضعيتهم المزرية، حيث لا زالوا يتقاضون أجورا متدنية لا تكفي لإعالة شخص واحد حسبه، فما بالك برب أسرة تتكون من 5 و6 أطفال، فمتوسط دخل عامل الأسلاك المشتركة في قطاع الصحة لا يتعدى 14 ألف دينار شهريا، ليحرم من سلم المنح والعلاوات التي يستفيد منها العمال في باقي أسلاك الصحة وفي مختلف القطاعات الأخرى. وعرج المتحدث على وضعية هذه الفئة وذكر أنها تعايش يوميا آلام ومأساة، حيث تعيش تحت خط الفقر، وتولد عن ذلك آفات وانزلاقات خطيرة في مجتمعنا، وهنا ذكر أن 60% من المنتحرين والمهاجرين السريين هم من فئة الأسلاك المشتركة الفاقدين للأمل والذين سئموا من الوعود الكاذبة، يضيف بطراوي. وعن لقاءاتهم مع وزارة الصحة، ذكر المتحدث أن أبواب الوزارة مفتوحة وسبق أن التقوا بمسؤولي هذه الأخيرة بإشراف من وزير القطاع، إلا أن تطمينات الوزارة حسبه غير كافية، خاصة أن وضعيتهم تتجاوز صلاحيات الوزارة للفصل فيها، وسبق أن راسلوا الوزير عبد المالك سلال للتدخل “لإخماد النار”. من جهة أخرى ذكر بطراوي أن اعتصام الغد سيكون داخل مستشفى مصطفى باشا، وسيحضره إلى جانب عمال السلك عبر الولايات المقدر عددهم 113 ألف عبر التراب الوطني، عمال الأسلاك المشتركة لقطاعات أخرى أبدت رغبتها في التضامن معهم بسبب المطالب المشتركة، وتخص قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي والشبيبة والرياضة لإسماع أصواتها، يذكر أن فئة الأسلاك المشتركة لمختلف القطاعات تتضمن 790 ألف عبر الوطن.