بلغت درجة استياء المرضى بالمستشفيات، أمس، حدا لا يوصف، بسبب توقف نشاط عدد من المصالح الطبية، خاصة بمركز مكافحة السرطان، بسبب تأجيل مواعيد إجراء حصص العلاج بالأشعة، ويتعلق الأمر بحالات قدمت من مختلف مناطق الوطن، لم تتمكن من الظفر بالموعد إلا بشق الأنفس، صدمت بالشلل الذي أصاب مختلف مصالح المركز بسبب إضراب تنسيقية الأسلاك المشتركة بقطاع الصحة الذي يستمر إلى غاية الأربعاء القادم. وتأسف المرضى الذين قصدوا المستشفيات والعيادات الصحية، أمس، للوضعية المزرية التي تعيشها المنظومة الصحية في الجزائر، محملين العمال المضربين ووزير الصحة، على حد سواء، مسؤولية المعاناة المسجلة على مستوى الهياكل الصحية، فيما لاحظ بعض المرضى عدم ضمان الحد الأدنى من الخدمات الطبية على مستوى مصالح الاستعجالات الطبية والجراحية ومصالح التوليد، على خلفية الإضراب الذي دعت إليه التنسيقية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، وهو ما ولّد حالة غضب واستياء في أوساط عائلات المرضى الذين لم يتقبلوا فكرة الإضراب المتكرر كل أسبوع وغلق أبواب المصالح في وجه المتألمين. وبلغت نسبة الاستجابة للإضراب في يومه الأول والذي سيتواصل إلى الأربعاء القادم، حوالي 100 بالمائة، حسب منسق اللجنة منير بطراوي. ونفس الاستجابة كانت بالنسبة للوقفة احتجاجية التي شارك فيها كل عمال قطاع الصحة بالعاصمة في انتظار، تقول العضو النقابي بالتنسيقية وسيلة دوار، تنظيم وقفة احتجاجية مماثلة، اليوم، في مستشفى محمد لمين دباغين (مايو سابقا)، للتنديد بصمت الوزارة حيال مطالب المضربين. ووجهت التنسيقية الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنين، نداء إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، دعت فيه التدخل لدى وزير الصحة لوضع حد للإضرابات في قطاع الصحة، من خلال الموافقة على تعميم منحة العدوى. وشرحت الرسالة، تسلمت ''الخبر'' نسخة منها، معاناة عمال قطاع الصحة من تهميش وإجحاف في حقها، وهي تستغرب عدم تجاوب الوزارة مع مطلب صرف منحة العدوى لفائدة عمال الأسلاك المشتركة، رغم الاتفاق على تعميمها في عهد الوزير السابق جمال ولد عباس، بعد تسجيل حالات وفاة عمال جراء أمراض مهنية معدية. وأشارت ذات الرسالة إلى أن ''السكان في البلدان المتقدمة المحاذين للمستشفيات، يستفيدون من منحة العدوى، فما بالكم بمن يعمل داخلها''. في سياق متصل، كشف الناطق باسم تنسيقية الفروع النقابية للأسلاك المشتركة، منير بطراوي، في تصريح ل''الخبر''، عن تأسيس تحالف يضم كل نقابات الصحة التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، سيعلن عليه قريبا، وذلك لمواجهة صمت الوزارة المطبق وعدم تعاطيها مع مطالب عمال الصحة ودعوتهم لمناقشة الملفات العالقة، وتجنيب القطاع والمواطن إضرابا آخر يشل مصالح المواطنين ويحرمهم من حقهم في العلاج.