أكد أمس رئيس العمادة الوطنية للأطباء الجزائريين بأن التوأمة المُوقعة بين مستشفيات الشمال والجنوب خطوة إيجابية غير أنها ليست كافية، مؤكدا أن “الحكومة مُلزمة بإخراج الأطباء العاملين في ولايات الجنوب من شبكة الأجور الخاصة بالوظيف العمومي، من أجل تحسين الخدمات العلاجية في هذه المناطق المعزولة”. واعتبر الدكتور بقاط بركاني محمد في اتصال جمعه ب “الخبر” أن اتفاقيات التوأمة الهادفة إلى تكريس مبادئ التضامن في مجال التكفل بصحة المواطنين القابعين في الجنوب، “لا تعدو أن تكون حلا ظرفيا، باعتبار الحل الجذري يكمن في اعتماد سلسلة من الإجراءات التحفيزية الكفيلة بإقناع الأطباء بالتنقل للعيش في الجنوب، وفي مقدمتها مزايا الأجور، حيث حان الوقت لأن تقتنع السلطات العمومية بضرورة استثناء الأطباء العاملين في هذه الجهة من الوطن من شبكة الأجور الخاصة بعمال الوظيف العمومي”. وفي هذا السياق، أوضح بقاط أن تنقل الأطباء نحو الجنوب يجب أن يكون طواعية وبمحض إرادتهم للاستقرار هناك والتعايش مع المنطقة وسكانها، “ولن يتأتى ذلك إلا بمزايا تحفيزية على غرار مضاعفة الرواتب مرتين على الأقل، وتخصيص تذاكر طائرة مجانية خاصة بأفراد أسرهم مرتين في السنة، فضلا عن توفير سكنات لائقة تخصص لإيوائهم”. وعلى صعيد آخر، أفاد المسؤول الأول عن شريحة الأطباء أن الجهات الوصية لا ينبغي أن تتغاضى عن مساهمة القطاع الخاص في تحسين التكفل العلاجي في المناطق المعزولة والمحرومة، حيث ينبغي على الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية أن يساهم في تعويض تكاليف العمليات الجراحية التي تتم في العيادات الخاصة، من أجل تخفيف العبء على القطاع العمومي في محور ولايات الجنوب والهضاب العليا، مضيفا أن نسبة المساهمة مهما كان حجمها ستسمح بتوطين العلاج في هذه المناطق التي يلجأ السواد الأعظم من مرضاها إلى الزحف نحو المستشفيات والمراكز العلاجية الواقعة في الشمال ما يتسبب في ضغط رهيب، وتدنٍّ في الخدمات العلاجية.