لم تكن الأنظار بداية هذا الموسم متجهة بشكل كامل الى ما سيقدمه ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو مع برشلونة وريال مدريد، أو الى الفرق القادرة على خوض غمار دوري أبطال أوروبا حتى النهاية، بقدر ما كانت العيون شاخصة الى المدربين الذين تمعاقدت معهم فرق جديدة وبدأوا مسيرة متجددة في تاريخهم. ولا شك أن هذا الموسم حفل بالكثير من التغييرات الفنية، فتوّلى كارلو أنشيلوتي تدريب ريال مدريد وعاد جوزيه مورينيو إلى تشلسي، وخلف ديفيد مويس السير اليكس فيرغسون، فيما بدأ بيب غواردولا محطة مختلفة في مسيرته مع بايرن ميونيخ، وخاض تاتا مارتينو تجربته الأولى في أوروبا مع برشلونة، بينما كانت الانظار شاخصة نحو مانويل بيليغريني وما سيفعله في مانشستر سيتي، دون أن ننسى تولي لوران بلان مهمة تدريب باريس سان جيرمان، ورافائيل بينيتز الإشراف على نابولي، ومغادرة روبرتو مانشيني إلى غلطة سراي وحديثا، تولي كلارنس سيدورف مهمة تدريب ميلان، وآخرون إختاروا بداية قصة جديدة في عالم التدريب. وفي موازاة ذلك لم يبرح مدربون مقاعدهم واختارت ادارات الكثير من الاندية الحفاظ على الإستقرار الفني على غرار آرسين فينغر (ارسنال)، انطونيو كونتي ( يوفنتوس)، يورغن كلوب (بوروسيا دورتموند)، وغيرهم. ومع انقضاء أكثر من نصف الموسم، فإن الصورة باتت واضحة حول الكثير من هؤلاء المدربين وما قدموه مع فرقهم حتى الآن. عنصر النجاح لازم العديد من المدربين الجدد وفي مقدمهم الإيطالي أنشيلوتي الذي قاد ريال مدريد إلى نهائي كأس اسبانيا وصدارة الليغا، كما قطع مشواراً مهماً في التأهل إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا. بدوره، بقي بايرن ميونيخ قوياً وصلباً بقيادة غوارديولا وهو في طريقه للحفاظ على الثنائية المحلية، كما أنه فاز على الارسنال بهدفين دون رد في الدور ال16 في دوري أبطال أوروبا. عنصر النجاح كان حليف بيليغريني ايضا أقله على الصعيد المحلي، فهو قاد مانشستر سيتي للفوز بأول لقب محلي هذا الموسم بإحرازه كأس رابطة الأندية الإنكليزية بتغلبه على سندرلاند (3-1)، كما انه بلغ ربع نهائي كأس إنكلترا وينافس بقوة على الدوري الممتاز. وعلى الرغم من خروجه من كأس انكلترا ورابطة المحترفين، إلا أن تشلسي بقيادة جوزيه مورينو يتصدر الدوري الممتاز بفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه، كما أن وضعه جيد في البطولة الأوروبية. مدرب آخر حصد النجاح في موسمه الأول وهو لوران بلان الذي يقود باريس سان جيرمان بثقة نحو الإحتفاظ بلقبه، كما بلغ الفريق الباريسي نهائي رابطة الاندية الفرنسية، وقطع شوطاً في التأهل لربع نهائي دوري أبطال أوروبا. وفي برشلونة لا يمكن إطلاق حكم نهائي على تاتا مارتينو على الرغم من المنافسة القوية لحامل اللقب على الدوري، وتأهله لنهائي كأس اسبانيا ونجاحه في أبطال أوروبا. صحيح أن تلك الأمور كافية لكن لا يمكن تجاهل كتيبة برشلونة الزاخرة بكمّ وافر من النجوم والقادرة على الفوز حتى من دون وجود مدرب معروف. ربما يكون مانشستر يونايتد أحد أبرز الفرق الكبيرة التي فشلت في ترك بصمة إيجابية هذا الموسم، لأن مويس لم يكن على قدر الطموحات محلياً وأوروبياً، لكن نسبة النجاح كانت أكبر من الفشل بالنسبة للمدربين الجدد. ولعل الأسباب كانت كثيرة ومنها الإنفاق الكبير لبعض الأندية في سوق الإنتقالات والخبرة التي يتمتع بها المدربون من الناحية التكتيكية والتي خوّلتهم فرض اسلوبهم على الفرق التي دربوها. يبقى الحكم النهائي مع نهاية الموسم لمعرفة نسبة نجاح كل مدرب من هؤلاء والألقاب التي سيحرزها إن على الصعيد المحلي أو الأوروبي.