أسلمت الفنانة القبائلية ”نا شريفة” الروح لبارئها، ليلة الجمعة حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، عن عمر ناهز 88 سنة، بعد مرض عضال أقعدها الفراش منذ أكثر من سنة قضتها في مسقط رأسها ببلدية إلماين شمال برج بوعريريج. سيوارى جثمان الفنانة شريفة الثرى اليوم، بمقبرة ”ايث حالة” التي غادرتها وعمرها لا يتجاوز 16 سنة، ولم تعد إليها إلا مطلع 2008 عندما قررت السلطات الولائية بعد عمل من الجمعيات الثقافية تكريمها ومنحها مسكنا. ولدت المطربة ”نا شريفه”، واسمها الحقيقي وردية بوشملال، سنة 1926 بقرية ايث حالة بلدية إلماين. رقصت على إيقاع أغانيها منطقة القبائل ورددت معها ”بقاو على خير أيا قبو.. ثرا افوك ازهو” و”الله الله أنزور الوالي الشيخ احداد الغوث أرباني”. كانت بدايات شريفة في أعراس القرية وهي لم تتجاوز العاشرة من العمر، لتنتقل إلى العاصمة مع أحد الأقارب وتنضم إلى القناة الثانية وتمتع الجمهور بروائعها الخالدة في طابع خاص بها ”اشويق” و”اورار الخالاث” الذي تربعت على عرشه لوحدها، ولاتزال الأمهات في منطقة القبائل ترددها إلى يومنا هذا. ورغم الشهرة كانت ”نا شريفة” تردد أن جهلها جعلها طعما سائغا للمحتالين، حتى أنها اضطرت لتعمل منظفة في إحدى المؤسسات، وعاشت على عائدات التقاعد من هذه المهنة. قالت الفنانة شريفة إنها مثلت الجزائر في كل أصقاع العالم، رفقة أعمدة الغناء مثل خليفي الطاهر وسلوى وغيرهم، لكن ”ذلك لم يشفع لنا، فرمونا في سلة المهملات”، لذا قالت خلال تكريمها ببرج بوعريريج ”لوعدت إلى الوراء ما امتهنت الفن”.