نزلت جبهة "رفض" بأنصارها وعدد من البطالين وعائلات المفقودين، أمس، إلى الشارع للتعبير عن رفضهم ل«العهدة الرابعة" للمرشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واستمرار النظام الحالي الذي وصفوه ب«الفاشل"، في مواصلة تسيير شؤون الجزائريين.. تسلمت جبهة “رفض” حديثة التأسيس المشعل من نظيرتها حركة “بركات” المعارضتين للنظام والعهدة الرابعة، ونظمت، أمس، وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر البريد المركزي بالعاصمة، وسط طوق أمني لتفادي حدوث انزلاقات أو خروج المحتجين عن نطاق ساحة البريد المركزي. ولم يتدخل رجال الأمن لفض الاحتجاج واكتفوا بدور المتفرّج، رغم حدوث ملاسنات بين شرطيين ومحتجين خلال مطالبتهم بعدم توسيع دائرة احتجاجهم. وجلبت الوقفة الاحتجاجية استقطاب أنظار المارة الذين التفوا حول المحتجين، وهم يرددون هتافات تطالب برحيل النظام. ورفع المحتجون خلال وقفتهم التي كانت، حسب وصفهم، “سلمية وحضارية”، شعارات أبرزها “في دولة الحق والقانون بالجزائر.. تبرؤون الفاسدين وتحاكمون المستضعفين”، ولافتات أخرى كتبت عليها “الشعب يريد إسقاط النظام”، فيما رفع آخرون شعارات لحركة “رفض” الجديدة. وتضّم جبهة “رفض” المعارضة 4 ائتلافات وهي: حركة 8 ماي، ومنظمة المفقودين وتنسيقية البطالين وتنسيقية مكافحة الفساد (حديثة التأسيس)، علما بأن التنسيقية التقنية لحركة “بركات” تجري محادثات مع هذه التنظيمات من أجل الانضمام إليها لتفعيل “هيئة التوافق النضالي”، التي تهدف إلى تطوير أفكار الحركة والخروج بأرضية مطالب مشتركة مع بقية الحركات النضالية. وتحاول هذه الأطراف توحيد حركاتها الاحتجاجية في وقت واحد وتوسيعها إلى ولايات أخرى، ويخصص جزء من المحادثات المستمرة لضبط كيفيات الاحتجاج ونوعية الشعارات التي سترفع خلالها، لتفادي الوقوع في فوضى. وقال محتجون في حديثهم مع “الخبر”، إن تكتلهم في جبهة موحدة التي أطلق عليها تسمية “رفض”، جاء نتيجة غلق النظام لكل الأبواب ورفض “رجالاته” الاقتناع بأن الشعب الجزائري أصبح “واعيا” بما يجري حوله وفقد الأمل في جزائر تحترم فيها الأصوات المعارضة، وتعكس حقيقة بلاد التعددية والأمل والتسامح. ولوحظ مشاركة أنصار حركة “رشاد” التي يديرها معارضون مقيمون في الخارج، أبرزهم بلقاسم زيطوط ومراد دهينة والضابط السابق محمد سمراوي، وهو ما أزعج بعض المنتمين إلى جبهة “رفض”، اعتبارا لكون أنصار حركة “رشاد” استغلوا فرصة احتجاجهم وحاولوا اختراقه تحت ذريعة أنهم منتمون إلى جبهة “رفض”. وتوّعدت الائتلافات الأربعة التي تشكّل جبهة “رفض”، بتصعيد حركاتها الاحتجاجية وتوسيعها إلى ولايات أخرى، لاسيما في أعقاب التحضيرات الجارية للانضمام إلى حركة “بركات”، التي تبنت نصا تأسيسيا تحت عنوان “بركات للنظام ولرجالاته وأساليبه”، والذي أفزر عن تأسيس تنسيقية وطنية مؤقتة مكوّنة من 15 عضوا، مكلفة بتتبع وتحليل التحوّلات السياسية، ووقف الإجراءات وتحديد النشطات اللازمة مدعمة ب6 لجان عمل مختصة. وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية 24 ساعة قبل انطلاق الحملة الانتخابية، يشرع فيها المرشحون اليوم، وابتغى منها المحتجون إيصال أصواتهم إلى المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 17 أفريل القادم، كما يبدو واضحا أن اقترابها يوسّع رقعة الرافضين للعهدة الرابعة والمقاطعين للانتخابات، وتمنح فرصة لأنصار المقاطعة إلى توحيد التنسيق في العمل الميداني.