اعتبر المترشح للرئاسيات علي بن فليس، في تجمع بالمدية، أمس، أن روح برنامجه ستنصب قلبا وقالبا على إنعاش وترقية الحريات الفردية والجماعية التي ستعيد للجزائريين كرامتهم وتعتقهم من النظرة الفرعونية نحوهم من قبل النظام، والتي كرسها اغتصاب العهدات الرئاسية من خلال تعديل للدستور، ما كان ليتحقق لو كان هناك إحساس بقيم الدولة في أعلى هرمها. قال بن فليس أمام ما يفوق ألفي حاضر أغلبهم من الشباب، بقاعة المركب الرياضي إمام إلياس، إن برنامجه لن يستثني أحدا أو جهة في إطار مشروع حوار وطني جامع، لا مكان فيه لأي إقصاء، أو مساس بحزب معارض، شاجبا ما وصفه بظاهرة “التصحيحيات المافياوية” التي كانت الأحزاب ضحية لها. “نحن نعتبر المعارضة جزءا من السلطة وخزانا للتداول على الحكم وليست نفيا للآخر”، يضيف بن فليس في هذا التجمع الذي أخرج العديد من الوجوه السياسية المحلية من قوقعتها ولم يشهد لها أي حراك منذ سنة 1992، حسب اعتراف بعض الحضور من ناشطي مدينة المدية. وقد تحركت مشاعرهم بعد تطرق بن فليس إلى العقدة السياسية التي واجهتها الولاية التاريخية الرابعة بعد الاستقلال مباشرة، محتسبا لها ذلك في ميزان التضحية من أجل وحدة الوطن والمثل العليا حفاظا على يفع الاستقلال آنذاك، واعدا بإحالة كل الملفات المكبوتة إلى واجهة النقاش الوطني لبناء دولة الحريات والكرامة للجميع. كما كرر وعده، في سياق متصل، بالعمل على تحقيق دستور توافقي لاحتضان كل الجزائريين بعيدا عن منطق الحكم القائم على صلات القرابة والصحبة والجهوية، لأن الاستقرار الحقيقي يولد وينمو بالارتكاز إلى شرعية الشعب، يضيف بن فليس، حاثا المشرفين على مكاتب ومراكز الانتخابات على واجب احترام الوازع الديني والأخلاقي لليمين التي يؤدونها قبل القيام بهذه المهمة، طالبا منهم اصطحاب نص المادة 37 من قانون الانتخابات إلى مكاتب ومراكز الاقتراع للاحتماء بها عند الضرورة من أي مس بشيطان التزوير مهما كان سلطانه. كما دعا المرشح الحر المواطنين، أمس، بعين وسارة في الجلفة، للتوجه إلى صناديق الاقتراع بقوة للإدلاء بأصواتكم بكل حرية، مشددا على “حراسة الصناديق وحمايتها من أيادي التزوير”.