وصف المترشح للرئاسيات، علي بن فليس، السلطة بالنظام المتعفن الذي جعل الجزائر أضحوكة أمام دول العالم. وقال إنه يسعى لبناء دولة ترتكز على الحريات وممارسة المواطنة. تعهد المترشح علي بن فليس، في تجمع أمس بتيزي وزو، ب”دستور توافقي يضمن الحريات، ويحدد العهدات الرئاسية وصلاحيات رئيس الجمهورية”. وتجاوب الجمهور الذي لم تسع قاعة دار الثقافة “مولود معمري” لاحتوائه، بحماسة مع خطاب بن فليس الذي قال إن منطقة القبائل “تم تهميشها كون سكانها وقفوا في وجه النظام منذ فجر الاستقلال”. واعتبر بن فليس ضحايا أحداث 1963، الذين ترحم عليهم بمقبرة مدوحة، “شهداء رفعوا السلاح من أجل الديمقراطية وليس من أجل سرقة البنوك العمومية”. وأضاف مخاطبا سكان المنطقة “لقد همشتم لأنكم رفضتم الذل وملأتم الدنيا بالعقداء والأبطال”، متهما السلطة ب”تزييف التاريخ وممارسة التزوير واستعمال المزور”، حيث قال في هذا الصدد إن “الأمر وصل حد تغيير أسماء بعض الوجوه التاريخية لطمس أصلهم على غرار الشيخ الحداد”، الذي قال بن فليس إن اسمه الحقيقي هو “الشيخ أحدّاد” وهي كلمة أمازيغية. وتعهد بن فليس، في حال فوزه، بضمان ممارسة المواطنة قائلا “نريد أن نعيش أمازيغيتنا كقبائل وشاوية وبني ميزاب وترڤيين”، ولم يتوان بن فليس في وصف النظام ب”السراق الذين نهبوا كل شيء”، متسائلا: كيف لمن اغتصب الدستور عام 2008 أن يتحدث اليوم عن تعديل الدستور في صالح الشعب، واصفا السلطة الحالية “بالنظام المتعفن بالظلم والظلمات، والمملوء بالرشوة والمحاباة، وحكومة الأصحاب والأصدقاء والعائلة، نظام فرعوني يريد الحكم مدى الحياة”. ومن تيزي وزو توجه بن فليس إلى البويرة للقاء أنصاره. وكان المترشح قد زار الأغواط ونشط تجمعا ذكر فيه أن الانتخابات الرئاسية “محطة هامة في تاريخ الجزائر فإما أن تفتح أبواب الخير لهذا الوطن بإرساء الديمقراطية وضمان الإصلاح الحقيقي، أو تبقي على الرداءة والتقهقر وتشييخ الوطن من خلال انتخابات مزورة ومزيفة، بحجة المصلحة”. وقال بن فليس إن “التزوير لن يقبله الجزائريون لأن السكوت عنه جريمة، وسيكون بمثابة إبقاء على الإدارة الكولونيالية التي حاربها أبناء هذا الوطن”، مشيرا في هذا السياق إلى حصوله على معلومات من مديرياته “تؤكد اجتماع أربعة ولاة مع مساعديهم لإثارة إشاعة في أوساط الشباب، مفادها أن المترشح بن فليس يريد نزع قروض الشباب وإحالة المكتتبين على العدالة”، مفندا هذه “الادعاءات لأنني سأبقي على جميع الإجراءات التي تفيد الجزائريين”، مثلما أضاف.