في أعقاب ثورة 30 يونيو و عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي تزايد النشاط الجهادي في مصر بشكل كبير و تزايدت معه وتيرة تشكل الخلايا الجهادية ،ذات التوجهات السلفية الجهادية و القريبة في نفس الوقت من جماعة الإخوان المسلمين في موقفها من الوضع القائم في البلاد حاليا،كجماعة أنصار بين المقدس في سيناء و جماعة أنصار الشريعة،التي اعتقلت منها الأجهزة الأمنية عديد العناصر في الآونة الأخيرة استهدفوا 19 من ضباط الجيش والشرطة،وفق ما كشف عنه وزير الداخلية المصري. ففي بداية شهر يوليو – تموز 2013 الماضي أعلنت جماعة إسلامية جديدة عن تشكلها في مصر تحت مسمى أنصار الشريعة ووصفت تدخل الجيش لعزل محمد مرسي بأنه إعلان للحرب على معتقداتها وهددت باستخدام العنف لفرض أحكام الشريعة.و قال التنظيم الجديد ،في بيان له انه سيجمع أسلحة ويبدأ في تدريب أعضائه لمحاربة الجيش المصري الكافر.و اعتبرت جماعة أنصار الشريعة أن تدخل الجيش لعزل مرسي وإغلاق قنوات تلفزيونية ومقتل متظاهرين إسلاميين ترقى جميعها إلى مستوى إعلان حرب على الإسلام في مصر.و ألقت الجماعة بمسؤولية هذه الأحداث على العلمانيين ومؤيدي مبارك و أقباط مصر وقوات أمن الدولة وقادة الجيش الذين قالت الجماعة إنهم سيحولون مصر إلى توجه صليبي علماني ممسوخ.كما نددت الجماعة بالديمقراطية وقالت إنها ستدعو بدلا عن ذلك إلى الاحتكام إلى الشريعة وامتلاك أسلحة والتدريب للسماح للمسلمين بردع المهاجمين والمحافظة على الدين وإعمال شرع الله". غير ان مراقبين يرون ان "أنصار الشريعة" ما هي إلا كتيبة من كتائب جماعة “أنصار بيت المقدس" و ذلك استنادا على بيان منسوب لها نشر في شهر مارس الماضي على شبكات التواصل الاجتماعي كانت قد أعلنت فيه عن إنشاء أول فرع تابع لتنظيم القاعدة الإرهابي الدولي في مصر يحمل اسم “كتائب أنصار الشريعة”.ونصت تغريدة الجماعة– على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الأربعاء 5 مارس2014 “نزف إليكم اليوم يا أهلنا بمصر كتائب أنصار الشريعة بأرض الكنانة أول فرع من فروع تنظيم القاعدة بمصر”. ونشرت عدد من المواقع الإخبارية بيان جماعة ” أنصار الشريعة بأرض الكنانة” التأسيسى الأول، في وقت سابق اليوم الأربعاء، على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تبنت فيه القيام بتنفيذ اغتيالات ضد رجال الشرطة والجيش، كما تعهدت” أنصار الشريعة” عبر صفحتها بنشر بيان ثاني وقالت:”انتظروا البيان الثاني..بيان تبني اغتيال الطواغيت وخدامهم من شرطة وجيش”،وفق ما نقلت مصادر إعلامية محلية مصرية. فرضية أخرى حول هوية هذه الجماعة يتبناها مراقبو الجماعات الاسلامية و هي أن الكتيبة سالفة الذكر هي امتداد لتنظيم " الطليعة السلفية المجاهدة – أنصار الشريعة في مصر" التي أسسها القيادي السلفي الجهادي المعروف ،الشيخ أحمد عشوش في شهر نوفمبر 2012 إبان حكم الرئيس مرسي ، وقال البيان التأسيسي لهذه الجماعة الذي وزعته (مؤسسّةٌ البَيَان الإعلاَمِيّة الذراع الإعلامي للجماعة ) ونشرته مواقع جهادية، "تنطلق الطليعة السلفية كحركة وتيار دعوي يجد ويجتهد ويقاوم باللسان والسنان، والدعوة والبيان، كل مشاريع الاستعمار والهيمنة العالمية لدول الاستعلاء والكفر وأذنابهم في العالم الإسلامي". وحدد البيان الذي وقعه القيادي الجهادي أحمد عشوش عدد من الأهداف التي يقوم التنظيم من أجلها، ومن بينها:"إقامة الخلافة الإسلامية الراشدة و محاربة الشرك السياسي المتمثل في الليبرالية والشيوعية، ونقد الأسس الفلسفية التي قامت عليها هذه النظريات الجاهلية، وبيان ما فيها من شرك وضلال ومقاومة الأنظمة الطاغية الحاكمة بغير الشريعة الإسلامية، والدعوة إلى تحكيم الشريعة ونبذ القوانين الإباحية الكفرية الجاهلية المستوردة من أوروبا وكل بلاد الكفر و دعم وتأييد الثوار ذوي الأهداف الإسلامية المشروعة و دعم المجاهدين وحركاتهم وجماعاتهم في مختلف بلاد المسلمين" . و يرى مراقبون أن جماعة الشيخ عشوش كانت في وضع الهدنة إبان حكم الرئيس مرسي و جماعة الإخوان المسلمين و تحولت بعد ثورة 30 يونيو إلى تنظيم مسلح . و يشير خبراء إلى أن جماعات "أنصار الشريعة" التي ظهرت في "بؤر التوتر العربية" ، "هي تعبير تنظيمي جديد لأفكار ومنهاج القاعدة، فقد كان ظهورها في فترة واحدة في تونس وليبيا والمغرب و مصر و اليمن معتمدة على نفس عقيدة القاعدة، ولكن بفارق جديد هو العمل الدعوي والاجتماعي العلني بهدف كسب حاضنة شعبية مستفيدة من هامش الحرية الكبير الذي وفرته التغيرات السياسية الجديدة في المنطقة العربية فهذه الجماعات لا تشترك فقط في الاسم والعقيدة بل حتى في طرق تنظيم العمل والمراوحة بين التنظيم العلني ذي الوجه المشرق والعمل الخيري والعمل السري الحامل للعقيدة الجهادية، والذي أدى إلى التعجيل بالمواجهة معها في تونس،واليوم في ليبيا ". و تشير تقارير اعلامية الى انه و منذ تولي الأمير السابق لجماعة الجهاد المصرية أيمن الظواهري لقيادة القاعدة في مايو 2011،بدأت تظهر للعلن تنظيمات جهادية قطرية تنشط في بؤر التوتر التي خلقتها الانتفاضات العربية، تحمل فكر القاعدة دون أن تحمل اسمها ،و قبل ذلك ،و في إطار إعادة تسويق "القاعدة" كان زعيمها الراحل أسامة بن لادن يفكر في إحداث فروع لها بأسماء جديدة لكسب مزيد من الدعم الشعبي بعد تدهور سمعة اسمها ،خاصة الممارسات التي أقدم عليها فرعها في العراق منذ العام 2003و التي حضيت بسخط معلن من القيادة المركزية آنذاك،و ذلك ما كشفت عنه الوثائق التي عثر عليها بمنزل بن لادن في أبوت آباد بباكستان ربيع العام 2011.