ورد لفظ (الكلمة) في القرآن الكريم على عدّة معان، من ذلك: (الكلمة) بمعنى كلام اللّه سبحانه أجمع من أمر ونهي وخبر، من ذلك قوله تعالى: {يَسْمَعُون كَلَامَ اللّه ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} البقرة:75. ومنه قوله سبحانه: {وَكَلَّمَ اللّه مُوسَى تَكْلِيمًا} النّساء:164. ومعناها القرآن الكريم، من ذلك قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللّه} التوبة:6. ومعناها وعد اللّه سبحانه، من ذلك قوله عزّ وجلّ: {يَرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللّه} الفتح:15. وجاء معنى (الكلمة) شرع اللّه الّذي شرعه لعباده، وهو إمّا خبر صدق، وإمّا طلب عدل إن كان أمرًا أو نهيًّا، من ذلك قوله سبحانه: {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} الأنعام:115، أي: لا مبدّل لما شرعه لعباده بما فيه من صلاح الدّين والدنيا. ومعناها علمه سبحانه وحكمه، من ذلك قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} الكهف:109، أي: علمه وحكمه. ومعناها دين اللّه وتوحيده وقول لا إله إلّا اللّه، من ذلك قوله تعالى: {وَكَلِمَةُ اللّه هِيَ الْعُلْيَا} التوبة:40. ومعناها البِشارة بعيسى عليه السّلام، من ذلك قوله تعالى: {أَنَّ اللّه يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّه} آل عمران:39. ومعناها القضية، من ذلك قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} الأنعام:115. ومعناها الحجّة والبرهان، من ذلك قوله تعالى: {وَيُحِقُّ اللّه الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} يونس:82. ومعناها الحُكم والقضاء، من ذلك قوله تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّك لكَانَ لِزَامًا وأجَل مُسَمَّى} طه:129. وبمعنى التوراة، من ذلك قوله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} النّساء:46. وقد قال العلماء: مكالمة اللّه تعالى العبد على ضَرْبين: أحدهما في الدّنيا، والثاني في الآخرة؛ فأمّا في الدّنيا فعلى ما نبّه عليه بقوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أنْ يُكَلِّمَهُ اللّه إِلَّا وَحْيًا أوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} الشّورى:51، وأمّا في الآخرة فثواب للمؤمنين وكرامة لهم، تخفى عليهم كيفيته. أنشر على