هاجمت الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين المتعاملين الاقتصاديين عشية حلول شهر رمضان، بالتأكيد أن أغلبهم لا يملك مسؤولية اجتماعية والدليل أنه في الوقت الذي يقوم أغلب المتعاملين عبر العالم بإجراء تخفيضات عالية خلال هذا الشهر، يلجأون هم لرفع الأسعار أو الإبقاء عليها دون الرأفة بالمواطن البسيط الذي تزداد مصاريفه، متوعدة بالرد على هذا بتوقيع اتفاقيات مستقبلا مع المتعاملين الذين يحترمون الوضع الاجتماعي للمستهلك. موقف الجمعية جاء بعد الحملة التحسيسية التي أطلقتها خلال الأيام الماضية والتي ستنتهي في الفاتح من جويلية المقبل، حيث ذكر أمينها العام الدكتور مصطفى زبدي ل«الخبر” أن ما وقفوا عليه يثير الغضب والقلق معا، خاصة وأن الفيدرالية لاحظت هذا التفاوت مع دول أجنبية، ففي أوروبا أو كندا، حسبه، يقوم متعاملون اقتصاديون في عدة مناسبات بتخفيض نسبة الفوائد رأفة بزبائنهم وتعبيرا منهم على العلاقة المتينة التي تجمع الطرفين، إلا أن مثل هذه المبادرات حسبه لا توجد في الجزائر، فخلال حملة تحسيسية تقارب على نهايتها، يضيف المتحدث، سجلت الفيدرالية مدى جشع أغلب المتعاملين الاقتصاديين الذين ”لم يتحلوا بأدنى مسؤولية اجتماعية” حيث لا يقومون بأعمال خيرية تنفس عن المستهلكين في هذا الشهر الذي يزداد الحمل خاصة على البسطاء منهم، ولم تسجل الفيدرالية حسبها طيلة فترة التحسيس أي تخفيضات حتى وإن كانت رمزية. من جهة أخرى عاب زبدي على جشع المتعاملين الاقتصاديين الذين يبالغون في الإشهار لسلعهم، هذا الأخير الذي بات من الضروري إعادة النظر فيه، من منطلق أنه فاق الحدود المسموح بها، فالترويج لسلعة ما يدوم أكثر من 15 دقيقة فيه تجاوز كبير، خاصة وأن الترويج يأتي لرفع عدد المقبلين على هذه السلع دون تخصيص جزء معين للحديث عن تخفيضات أو حتى تحسيس بمخاطر بعض المواد. واستدل بالكتيبات التي أصبح بعض المتعاملين حسبه يوزعونها مجانا، حيث تتضمن كيفيات تحضير المنتوج المروج له دون أن تحتوي صفحة واحدة من هذه الكتيبات على نصيحة واحدة للمستهلكين. وتوعد زبدي المتعاملين بالقول: ”لن نبقى مكتوفي الأيدي وسيكون ردنا قريبا”، منوها أن الفيدرالية ستعمل على ”فرملة” هذه المؤسسات الاقتصادية التي أصبحت أهدافها واضحة للعيان وهي تحقيق أكبر المكاسب على حساب مال وصحة المستهلكين، وهو ما سيقودهم إلى العمل بالاتفاقيات، حيث سيتم إبرام شراكات مع متعاملين يراعون مصلحة المستهلك في منتجاتهم، سواء بالتخفيض أو التحسيس، ولن يكون لهم تعامل مع من لا يحترمون ذلك، وذهب المتحدث إلى أبعد من ذلك بالقول ”سنفضح كل من نشك في مصدر منتوجه أو أي ممارسات لا تحترم المطابقات المعمول بها” . تجدر الإشارة إلى أن الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين أصدرت بيانا بمناسبة شهر رمضان ضمنته مجموعة من النصائح والتوجيهات للمستهلكين للحفاظ على صحتهم وميزانيتهم، كما وجهت نداء للتجار بتجنب بيع المواد الفاسدة ومنتهية الصلاحية التي تلحق أضرارا بالمستهلكين.