يواصل الجيش الاسرائيلي صباح الجمعة هجومه البري الذي بدأه مساء الخميس ضد قطاع غزة بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الاسرائيلية الى 271 قتيلا والفي جريح منذ بدء العملية الاسرائيلية على قطاع غزة في 8 تموز/يوليو. وعلى الرغم من الدعوات الدولية لتجنب التصعيد، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتايناهو انه مستعد "لتوسيع" العملية.
وقتل 30 فلسطينيا على الاقل منذ بدء العملية البرية مساء الخميس، بحسب ارقام صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
وخوفا من التفجيرات هرب نحو 30 الف فلسطيني من منازلهم في القطاع والتجأوا الى المباني التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).
وتأتي العملية البرية بعد 10 ايام من شن غارات جوية اسرائيلية على قطاع غزة، بينما تعهدت حركة حماس بان "اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا" لهذه العملية.
واعلن الجيش الاسرائيلي ان وحدات هندسية رافقت وحدات من المشاة لتدمير الانفاق. واكد الجيش ان جنوده قتلوا 17 "ارهابيا" وضربوا نحو "150 هدفا" من بينها اربع انفاق.
وقال نتانياهو في اول تصريح له منذ بدء العملية البرية الجمعة ان شن عملية عسكرية برية في غزة يهدف الى ضرب الانفاق في القطاع، موضحا ان الغارات الجوية وحدها لا تكفي لذلك.
وقال نتانياهو في بداية اجتماع خاص للحكومة الامنية المصغرة "تعليماتي وتعليمات وزير الدفاع للجيش بحسب موافقة المجلس الامني المصغر، هي التحضير لامكانية توسيع ملحوظة للنشاط البري".
واعترف نتانياهو بانه لا يوجد "ضمانات بالنجاح بالنسبة 100%" بينما يشن الجيش الاسرائيلي عمليته العسكرية الرابعة ضد قطاع غزة منذ الانسحاب الاحادي الجانب عام 2005.
واكدت اسرائيل وقتها بانها لا ترغب في استعادة السيطرة على غزة، الواقعة بين اسرائيل ومصر والبحر المتوسط.
وتمكن مقاتلون من حركة حماس والجهاد الاسلامي من اطلاق 24 صاروخا الجمعة على اسرائيل دون ايقاع اصابات، بحسب الجيش الاسرائيلي.
بينما اعلن نائب رئيس سلطة الطاقة في قطاع غزة الجمعة ان 70 بالمئة من قطاع غزة يعيش دون كهرباء نتيجة للعملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة التي بدأت منذ الثامن من تموز/يوليو الماضي.
وقال فتحي الشيخ خليل لوكالة فرانس برس "جميع الخطوط العشرة المغذية لقطاع غزة من اسرائيل معطلة بسبب القصف الاسرائيلي للشبكة".
واشار الشيخ خليل الى انه "يتم تزويد نحو 30 بالمئة من سكان قطاع غزة بالكهرباء بينما يعيش اكثر من 70 بالمئة منهم بدون كهرباء منذ امس".
وفي حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، هرب العديد من السكان وهم يحملون الاكل والملابس والاغطية.
بينما لجأ نحو 1500 شخص في خانيونس الى المدارس التابعة لوكالة الاونروا.
ومن جانبه، التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة في القاهرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طلب منه الاتصال بتركيا وقطر لكي يقنعا حماس بقبول وقف اطلاق النار في غزة.
وقال لوران فابيوس للصحافيين عقب المقابلة القصيرة مع عباس "ان لهذه الزيارة هدفا وهو بذل اقصى جهد ممكن من اجل كسر دائرة العنف والتوصل في اسرع وقت ممكن الى وقف لاطلاق النار".
واضاف ان عباس "طلب مني ان اتصل بالاتراك والقطريين الذين تربطنا بهم علاقات جيدة لانه يمكن ان يكون لهم تأثير خاص على حماس".
وبرر نتانياهو شن العملية برفض حركة حماس القبول بمبادرة مصرية للتهدئة.
وكانت مصر اقترحت الثلاثاء مبادرة لوقف اطلاق النار قبلتها اسرائيل ولكن حماس رفضتها وطلبت ادخال تعديلات عليها تضمن خصوصا رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر بينه وبين اسرائيل اضافة الى اطلاق سراح 57 فلسطينيا كان تم الافراج عنهم ضمن صفقة مبادلة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في العام 2011 واعادت اسرائيل اعتقالهم اخيرا.
واعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة مقتل احد عناصره ليل الخميس الجمعة في شمال القطاع.وهو اول جندي اسرائيلي يقتل منذ بدء العملية البرية على قطاع غزة.
وكتب الجيش الاسرائيلي على حسابه الرسمي على تويتر "قتل جندي اسرائيلي في المواجهات خلال العملية البرية في غزة الليلة الماضية. وتم ابلاغ عائلته".
وصرح المتحدث باسم الجيش الجنرال موتي الموز للاذاعة العسكرية "وقعت عدة احداث خلال الليل و(فيما يتعلق) بحادث مقتل جندي نحن نحقق في الملابسات الان وسنعلن عنها فور اطلاعنا عليها".
واغلق معبر ايريز الحدودي المخصص لعبور المدنيين مع اسرائيل ايضا.
وهذه اول مرة يشن فيها الجيش الاسرائيلي عملية برية منذ العملية ضد قطاع غزة في 2008-2009 والتي قتل فيها نحو 1400 فلسطيني ولم تنجح في وضع حد لاطلاق الصواريخ على اسرائيل.
وحمل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعنف الجمعة على مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي الذي وصفه "بالطاغية".
وردا على سؤال عن العملية البرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة، قال اردوغان ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "لا يختلف عن الآخرين انه هو نفسه طاغية".
واتهم الادارة المصرية بالعمل "معا" الى جانب اسرائيل ضد حماس المدعومة من الحكومة التركية.
واعلن الفاتيكان الجمعة ان البابا فرنسيس اتصل "شخصيا" بالرئيسين الاسرائيلي شمعون بيريز والفلسطيني محمود عباس للتعبير "عن انشغاله القوي بوضع الحرب الحالي" والذي يخص "تحديدا" قطاع غزة.
وقال البيان ان البابا فرنسيس ابلغهم ان "مناخ العداء والكراهية والمعاناة المتزايد بين الشعبين يسبب الكثير من الضحايا ويوصل الى وضع انساني طارئ".