صعد الإحتلال الإسرائيلي من وتيرة عدوانه الممنهج ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة بعد إنطلاق الهجوم البري أمس الخميس عقب عشرة أيام من القصف الجوي لمنازل المدنيين رافضا دعوات المجتمع الدولي إلى وقف هذا الإعتداء وتجنب الخسائر في صفوف المدنيين. وعقب الإعلان عن بدء العملية البرية بدأ الجيش بقصف مكثف لغزة عبر الجو والبحر بالموازاة مع قصف مدفعي واستدعى الجيش 18 ألف جندي احتياط إضافي في إطار الهجوم البري. ومنذ بدء العملية البرية الإسرائيلية مساء أمس الخميس استشهد 24 مواطنا وأصيب 200 بجروح وقال الناطق باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة إن ثلاثة أطفال استشهدوا نتيجة قذيفة دبابة استهدفت أحد الأبراج السكنية شمال القطاع ووصلوا إلى مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا. وأشار إلى وصول سيدة وطفل مصابين إلى مجمع الشفاء الطبي جراء استهداف منزلهم بمحيط السرايا وسط مدينة غزة كما وصلت إلى المستشفى الأوروبي بخان يونس خمسة إصابات من بينهم طفلان. وأعلنت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة في منطقة شمال بيت لاهيا شمال قطاع غزة ما أسفر عن "قنص جندي إسرائيلي" مضيفة أنها قصفت مدينة ديمونة بصاروخي إم75. وأقر جيش الاحتلال بمقتل أحد عناصره فجر اليوم الجمعة هو الأول منذ بدء العملية البرية مشيرا إلى أنه دمر "عشرين منصة لإطلاق الصواريخ وشن تسع غارات على أنفاق واستهدف 103 هدفا". وهذه أول مرة يشن فيها الجيش الإسرائيلي عملية برية منذ العدوان على قطاع غزة في 2008-2009 الذي استشهد فيه نحو 1400 فلسطيني. و اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الهجوم الاسرائيلي البري على قطاع غزة سيؤدي إلى "مزيد من سفك الدماء" وسيعقد الجهود التي تبذل لوضع حد للنزاع وذلك في تصريحات نقلتها صباح اليوم وكالة أنباء الشرق الأوسط. حماس: العملية البرية خطوة خطيرة سيدفع الإحتلال ثمنها غاليا أكد رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل اليوم الجمعة أن الهجوم البري الذي بدأه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة آيل إلى الفشل وقال "إن ما عجز عن تحقيقه المحتل الإسرائيلي عبر العدوان الجوي والبحري وهدم البيوت على رؤوس أصحابها واستهداف المدنيين وخاصة الأطفال وارتكاب جرائم حرب بحق الإنسانية وضد القانون الدولي (...) لن ينجح في تحقيقه عبر الاجتياح البري والمزيد من العدوان". وأضاف أن المطلب الواضح للشعب الفلسطيني وقوى المقاومة هو وقف العدوان والعقوبات الجماعية على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وإنهاء الحصار على غزة بصورة نهائية. ومساء أمس الخميس اعتبر المتحدث باسم (حماس) فوزي برهوم أن الهجوم البري "خطوة خطيرة وغير محسوبة العواقب وسيدفع ثمنها الاحتلال غاليا وحماس جاهزة للمواجهة" مؤكدا أن هذا الهجوم يأتي من أجل ترميم حكومة الاحتلال لمعنويات جنودها وقيادتها العسكرية المنهارة جراء ضربات المقاومة النوعية والمتواصلة. من جانبها أكدت "لجان المقاومة" في غزة ان اعلان الاحتلال عن عملية برية ضد غزة "دليل على فشل العدو في الجولة الأولى من العدوان" مؤكدة أن "المقاومة قادرة على إلحاق الهزيمة بجنود الاحتلال والثأر لدماء الشهداء". دعوات دولية لوقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين ومع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مرحلة جديدة بعد انطلاق الهجوم البري أمس توالت الأصوات المنددة بهذا الوضع المأساوي ففي النرويج أكد وزير خارجيتها بورغي بريندي اليوم الجمعة أن الهجوم العسكري البري الإسرائيلي "غير مقبول" معتبرا أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لم تستنفذ بعد. وقال بريندي العائد من زيارة إلى الشرق الأوسط أنه حذر نتانياهو من "غزو بري" وقال إنه "سيؤدي إلى وضع أصعب" معتبرا أن مقتل أطفال في غزة "مؤلم". من جهته أكد بطرس بطرس غالى الامين العام الاسبق للامم المتحدة على ضرورة تدخل المجتمع الدولى والتحرك الفورى لكافة المنظمات الدولية المعنية لتوفير الحماية للمواطنيين الفلسطينيين المدنيين رجالا ونساء وشيوخا واطفالا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالبب أمس الخميس إسرائيل "ببذل جهد أكبر لوقف سقوط الضحايا المدنيين" متأسفا للتدهور المتزايد لهذا النزاع الخطير "رغم دعواته المتكررة مع العديد من القادة الإقليميين والعالميين" إلى وقف إطلاق النار. من جهته حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس إسرائيل على "تفادي تصعيد جديد" مع بدء عمليتها العسكرية البرية في قطاع غزة. وحث الإتحاد الأفريقي بدوره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على التدخل لوضع حد للعمليات التي تقودها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.