أحمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الواحد التلمساني المعروف بابن أبي حجلة (ت:776ه)، نزيل دمشق ثمّ القاهرة، شهاب الدّين أبو العبّاس. وُلد بزاوية جدّه بتلمسان سنة 725ه، وقدم القاهرة، ودخل دمشق، واشتغل بالأدب وولع به حتّى مهر، ثمّ قدم إلى الحجّ فلم يرجع. كان كثير النّوادر، والنّكت، ومكارم الأخلاق، ومن نوادره، أنّه لقّب ولده جناح الدّين، وكان حنفي المذهب حنبلي المعتقد. له مصنّفات كثيرة تبلغ أكثر من ثمانين مصنّفًا، وجمع مجاميع حسنة؛ منها ”ديوان الصبابة”، وهو من أمتع كتب العشق وأخبار أهله، ألّفه ابن أبي حجلة التلمساني للملك النّاصر حسن في فترة حكمه الثانية الّتي امتدّت من عام 755ه حتّى 762ه، وافتتحه كعادته في معظم كتبه الّتي تجاوزت الثمانين بقصيدة في خمسة وأربعين بيتًا في التّنويه بالكتاب ومدح السّلطان حسن، وبناه على مقدّمة في العشق وما قيل فيه، وثلاثين بابًا في نوادر أخبار العشّاق وأحوالهم، وخاتمة في ذكر شهداء العشق، ذكر فيها قصّتين من مشاهداته ومسموعاته، الأولى جرت أحداثها في دمشق عام 752ه، والثانية قصّة ناصر الدّين القلندري أشهر خطاطي عصره المتوفى عام 735ه، وقال في خاتمة الكتاب: [وفي رحلتي: (نشر العلمين في زيارة الحرمين) ما هو كفص الخاتم لهذه الخاتمة..]. وقد طبع الكتاب مرّات كثيرة، أوّلها طبعة حجرية سنة 1279ه- 1862م في 259 صفحة.