استأنف الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي المفاوضات غير المباشرة قصد التوصل إلى هدنة طويلة المدى، في إطار وساطة مصرية بعد موافقة الطرفين على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، بدأت منتصف ليلة أول أمس، وسط تشاؤم الطرفين من نجاح هذه المفاوضات. قال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، إن المفاوضات خلال الهدنة الجديدة ستكون “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى اتفاق، فيما صرح ليبرمان في حديث لموقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني أن بلاده لن تعلن عن توقف العمليات العسكرية بالقطاع حتى تستعيد جثتي الجندي آرون شاؤول والملازم أول هدار غولدين. ويطرح الفلسطينيون جملة من المطالب تتضمن رفع الحصار عن عزة وفتح المعابر، مقابل الموافقة على تهدئة دائمة، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تطالب بنزع سلاح المقاومة في غزة وضمانات بعدم استخدام المساعدات لإعادة بناء الأنفاق كشرط لوقف عملياتها العسكرية. ومن الشروط التي يتركز عليها الموقف الإسرائيلي، أن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن يخضع لإقامة منظومة لمراقبة الأموال المرصودة لذلك، بالإضافة إلى مراقبة ولوج مواد البناء إلى القطاع والتأكد من أنها لا تستعمل لإقامة الأنفاق. كما تشترط إسرائيل موافقتها في أي عملية دخول مواد البناء والأموال، بالإضافة إلى أن أي إعمار للقطاع يحب أن يمر من خلالها. ولا تزال التهدئة بين الطرفين صامدة بعد يوم من دخولها حيز التنفيذ، دون تسجيل أي خرق من الإسرائيليين أو من جانب المقاومة الفلسطينية، في ظل تطلعات أهالي غزة لما ستؤول إليه مفاوضات القاهرة التي يأملون أن تتوصل إلى اتفاق هدنة دائم يمنع الهجمات الإسرائيلية المتكررة على القطاع. من جهته، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، خالد مشعل، في حديث لوكالة “فرانس برس”، أن “الهدنة الجديدة هي بمثابة فرصة لتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع، وكذلك هي فرصة لتوفير مناخ مناسب لإنجاح المفاوضات”. واستشهد شاب فلسطيني، أمس، يدعى زكريا الأقرع، 24 عاما، من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وجرح ما لا يقل عن عشرين مواطنا، إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة بعد منتصف الليل ومحاصرتها منزلا كان يختبئ فيه الشهيد هاربا من قوات الاحتلال التي ظلت تطارده منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بتهمة تنفيذ عمليات إطلاق نار ضدها وضد مستوطنين.