"الكريمات" لا تقي الجلد من أشعة الشمس تسببت موجة الحرّ التي تجتاح مختلف المدن، منذ أيام، في مضاعفات صحية لدى الجزائريين، ولم يسلم منها المصطافون الذين ينعمون بزرقة البحر، حيث سجلت حالات حروق وسطهم جراء التعرض الزائد لأشعة الشمس، ظانين أن الكريمات الواقية التي يستعملونها تنفعهم "وذلك هو الخطأ بعينه"، يقول البروفيسور بن قايد علي اسماعيل الذي أوضح بأنه من المستحيل أن تحمي هذه الكريمات 90 بالمائة من الجلد، وسط ظهور دراسات تشير إلى أن شمس الظهيرة تحرق البشرة في دقيقتين فقط! أشار البروفيسور بن قايد علي، في حديثه عن مشكل تعرض نسبة كبيرة من المصطافين على مستوى الشواطئ أو المسابح لأشعة الشمس في أوج ساعات الحر، إلى أن ذلك يشكل خطرا على المصطاف الذي قد تتسبب تلك الأشعة في إصابته بحروق متفاوتة الخطورة، علاجها يماثل تماما علاج الحروق بالنيران وهو علاج ثقيل ويستغرق وقتا طويلا، لينصح البروفيسور العائلات الجزائرية التي تتردد على شواطئ البحار والمسابح بضرورة حماية أفرادها خاصة الأطفال من أشعة الشمس، ناصحا بضرورة الاستعانة بمراهم واقية “طبعا مع تفادي التعرض لأشعة الشمس خاصة خلال الفترة الممتدة بين منتصف النهار والرابعة زوالا”، يقول بن قايد علي الذي أصّر على أن يوضّح لكل من يظن بأن اعتماده على الكريمات الواقية يؤمّن سلامة جلده بأنه مخطئ، مضيفا أن علب الكريمات المذكور عليها مؤشر حماية مقدر ب30 بالمائة هي الأنجع، ما يعني أن 30 بالمائة من الجلد غير محمي وأن ال70 بالمائة المتبقية تضمن الكريمة الواقية حمايتها. وينبه المتحدث إلى أن الكريمات المذكور عليها مؤشر “حماية ب90 بالمائة” فذلك مبالغ فيه ولا علاقة له بالصحة من الناحية العلمية، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه إذا اقتضى الأمر في حالة الحر الشديد يمكن للمصطافين ارتداء الأقمصة (تي شورت) على أن تكون بألوان داكنة، وهي الألوان التي تحمي من أضرار الأشعة ما فوق البنفسجية، مشيرا إلى أصحاب الجنوب يعمدون ولحماية أنفسهم من أشعة الشمس الحارة التي تتميز بها المنطقة إلى ارتداء الألوان الداكنة كالأزرق والأسود. أما بالنسبة للمصطافين الذين يتعمّدون الخروج إلى البحر مرتدين أقمصة ظانين أنهم بذلك يحمون أجسامهم، فذلك خطأ يشير البروفيسور، لأن اللباس المبلل لا يحمي من الأشعة ما فوق البنفسجية، موضحا بالتالي بأن التعرض غير العقلاني لأشعة الشمس من شأنه أن يعرّض صاحبه للإصابة بضربة شمس، والتي قد تصاحبها أعراض باطنية زيادة على احتراق الجلد، وتتمثل في تقيؤ المصاب وإصابته بالحمى. كما يصرّ بن قايد موضحا بأنه من شأن أشعة شمس الظهيرة خلال فصل الصيف أن تكون علاجا لبعض المرضى مثل المصابين بداء الصدفية الجلدي (بسوريازيس) و”حب الشباب” خاصة المتواجد على منطقة الظهر”، وينصح هؤلاء المرضى بالتعرض لأشعة الشمس التي تشكل في هذه الحالات علاجا فعالا، مؤكدا على أنها أفضل طريقة للعلاج بفضل الأشعة ما فوق البنفسجية.