دخل النظام المغربي على الخط في إطار تحرك "غير مفهوم"، قبل ساعات قليلة عن الشروع في رعاية المفاوضات بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية المرتقبة غدا، بالعاصمة الجزائرية. أعلن وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، عن “دعم التوصل إلى حل سياسي عادل بشمال مالي، يحترم وحدة وسيادة هذا البلد الشقيق”، لكن دون التطرق أو لفت الانتباه إلى جهود الجزائر باعتبارها البلد الوحيد في المنطقة التي تتكفل بلعب دور الوسيط. عزا وزير الخارجية المغربي، في تصريح له نقلته، أمس، وكالة أنباء المغرب العربي، تحرك بلاده في شمال مالي تحت ذريعة “الروابط التاريخية والروحية” التي تجمع المغرب بمالي، بهدف “الحفاظ على الوحدة الترابية لمالي وإرساء قواعد ثابتة ومستمرة لتوافق كفيل بالتصدي لحركات التطرف والإرهاب التي تهدد منطقة الساحل والصحراء ودول الاتحاد المغاربي”. والغريب أن أكبر فصيل أزوادي، وهي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، تم استقبال أمينها العام، بلال آغا الشريف، من طرف وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، رغم أن هذه الحركة سبق وأن أصدرت إعلانا تؤكد فيه التزامها بجهود الجزائر فقط لحل الأزمة في شمال مالي. والأغرب أن الزعيم الأزوادي لم يشر في تصريحاته التي نقلتها وكالة أنباء المغرب العربي، إلى المفاوضات السابقة ولا المستقبلية في الجزائر، واكتفى بالقول باسم الأطراف المالية إن “حركته ترحب بدور المغرب لطي صفحة الخلافات بين الفرقاء الماليين”، معتبرا أن “النظام المغربي دوره يبقى مركزيا في أية تسوية سياسية”. وفي الوقت الذي كان وزير الخارجية المغربي يتحدث مع زعيم الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، كانت قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في مالي (مينيسما)، تتعرض إلى هجومات على مقربة من الحدود الجزائريةالمالية، وذلك مع اقتراب موعد جولة جديدة من المفاوضات بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية في الجزائر غدا. ونقلت الوكالة الإخبارية “صحراء ميديا”، أمس، أن “الهجمات قتل فيها 4 جنود إثر انفجار لغم على سيارة تابعة للوحدة التشادية في القوات الدولية في منطقة من كيدال شمال شرقي مالي، وذلك في أعقاب تعرض المعسكر التابع للقوات لقصف بقذيفتين”. وأفاد المصدر بأن “هذه الهجمات حدثت ساعات قبل بداية الجولة الثانية من المفاوضات بين باماكو والحركات السياسية العسكرية في أزواد شمال مالي في الجزائر، ويعتقد أنها ستكون حاسمة”. وسبق لمجموعات أزوادية مسلحة أن أمضت، أول أمس، في إطار مفاوضات رعتها بوركينافاسو، على اتفاق يقضي بوقف جميع الأعمال القتالية فيما بينها، ويتزامن ذلك أيضا مع استعداد الجزائر لاستقبال الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة المالية والمجموعات المسلحة في الشمال غدا، ونصت وثيقة الاتفاق على “وقف أي أعمال قتالية، وكل أنواع العنف بين كل أبناء إقليم أزواد”.