تسعى الرباط لإجهاض المفاوضات العسيرة التي تقودها الجزائر لحمل الفرقاء بمالي على التوصل إلى حل للأزمة بشمالها منذ أشهر طويلة ما يهدد أمن وسلامة الحدود الجزائرية، حيث أنها لا تزال تصر على التدخل بشكل أو بآخر لتوجيه المفاوضات القائمة بالجزائر بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية من خلال استقبالها العديد من قاداتها لاقتراح نفسها وسيطا بين الفرقاء بل وترى نفسها الوسيط الأفضل بالرغم من الضربة الموجعة التي تلقتها الدبلوماسية المغربية، عقب توقيع كل من الحركة الوطنية لتحرير أزاواد والمجلس الأعلى لتوحيد أزواد والحركة العربية الأزوادية في شهر جوان الماضي، على »إعلان الجزائر«، والذي أكدت من خلاله مجددا إرادتها في العمل على تعزيز دينامكية التهدئة الجارية ومباشرة الحوار الشامل مع مالي، وهو ما أفقد آنذاك الرباط دور الوساطة الذي سعت إليه في الأزمة المالية، إلا أنها لا تزال تصر على التدخل بشكل أو بآخر لتوجيه المفاوضات القائمة بالجزائر بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية. ففي الوقت الذي أعلنت الجزائر عن اجتماع الفصائل الأزوادية ووفد عن الحكومة المالية في الجزائر بداية سبتمبر المقبل في ثاني جولة من المفاوضات بعد نجاح المرحلة الأولى من الحوار الذي توج بتوقيع حكومة مالي وست حركات سياسية عسكرية شمال مالي على وثيقتين تتضمنان »خارطة الطريق للمفاوضات في إطار مسار الجزائر« و»إعلان وقف الاقتتال«، تسعى الدبلوماسية المغربية لخطف الأضواء في هذا الملف الحساس من خلالها استقبالها العديد من قادة الحركة الوطنية لتحرير الأزواد في محاولة لاقتراح نفسها وسيطا بين الفرقاء بل وترى نفسها الوسيط الأفضل. ويأتي استقبال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار لوفد عن الحركة الوطنية لتحرير الأزواد اليوم الجمعة الفارط برئاسة أمينها العام بلال آغا الشريف لتكريس هذا الانطباع، حيث أوردت وكالة الأنباء الرسمية المغربية جانيا من اللقاء وتنقل عن رئيس الدبلوماسية المغربية قوله أن بلاده » تدعم كل المبادرات الإقليمية والدولية الجادة التي تسعى إلى استتباب الأمن والاستقرار بمالي عبر التوصل إلى توافق بين أطراف النزاع في إطار احترام إرادة كافة مكونات الشعب المالي«، وتفادي الوزير المغربي للخارجية ذكر مساعي الجزائر وقيادتها الوساطة بين الأطراف المتنازعة بمالي رغم الترحاب الذي لقيته المبادرة لدى مختلف الدول الإفريقية وحتى الغربية. وكلن قد أكد من جهته قيادي أزوادي منشق في تصريح صحفي سابق، سعي أطراف إقليمية وخارجية لإجهاض مفاوضات الجزائر، وقال بوبكر ولد طالب الذي أعلن انشقاقه رسميا عن الحركة العربية الأزوادية، الذي شارك الشهر الماضي في مفاوضات الجزائر بوصفه الناطق الرسمي لتنسيقية الحركات العربية الأزوادية، إن هناك الكثير من الأطراف التي لا تريد لمحادثات الجزائر أن يكتب لها النجاح، وتحدث عن أطراف إقليمية وأجنبية في تلميح واضح إلى المملكة المغربية وفرنسا، واستند في تشخيصه على ما وصفه ب »تشعبات الملف الأزوادي« بشكل عام. وتعرض أول أمس، حسبما كشفه الموقع الإخباري » صحراء ميديا «، معسكرا لقوات الأممالمتحدة في مالي »مينوسما«، لهجوم بالقذائف في منطقة أغيلهوك » كيدال « قرب الحدود الجزائرية، وذكر الموقع استنادا إلى مصدر أمني مالي أن الهجوم جاء بعد يومين من سقوط تسع قذائف على المنطقة نفسها تبنته حركة التوحيد والجهاد، لكن دون أن يوضح إذا تسبب الهجوم في أضرار مادية أو بشرية، ويأتي الهجوم على المعسكر الأممي في مالي يوما فقط بعد اتفاق أطراف الأزمة في مالي في اجتماعهم في العاصمة البوركينابية واغادوغو على إنهاء المواجهات العسكرية وتوحيد الصف والدخول بصفة مشتركة وب »صوت واحد« في المفاوضات التي تشهدها الجزائر الأسبوع المقبل مثلما ينص عليه الاتفاق الذي توج لقاء الفرقاء الماليين.