حرم الجمهور الكروي الجزائري أول أمس من مشاهدة مباراة الخضر أمام أثيوبيا، على قناة "الأرضية"، بسبب فشل التلفزيون الجزائري في مفاوضاته مع المالك الحصري لحقوق البث " بي إن سبورت" في آخر لحظة. اقترحت إدارة “بي إن سبورت” على التلفزيون الجزائري مبلغ مليون دولار لنقل مباراة المنتخب الوطني الجزائري أمام نظيره الإثيوبي أول أمس بملعب “تيسيما ستاديوم” بأديس بابا، برسم الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015. وكشف مصدر عليم بأن التلفزيون الجزائري شرع في التفاوض مع مسؤولي “بي إن سبورت” يومين قبل موعد المباراة، وهو ما أكده ل”الخبر” توفيق خلاّدي، المدير العام لمؤسسة التلفزيون الجزائري، بعدما أشعرت “سبورت فايف” المالك الحصري لحقوق بث مباريات تصفيات “الكان” التلفزيون الجزائري يومين قبل موعد المباراة، بأنها باعت الحقوق بشأن المنطقة الإفريقية والعربية ل”بي إن سبورت”، ما جعل التلفزيون الجزائري يسارع لشراء حقوق بث المباراة من القناة القطرية دون جدوى. خلاّدي: مسؤولو “بي إن سبورت” طلبوا مبالغ خيالية وقال توفيق خلاّدي في تصريح ل”الخبر” أمس إن مسؤولي “بي إن سبورت” طلبوا قيمة مالية خيالية، مضيفا “لقد طلبوا منّا أربعة أضعاف المبلغ الذي اقترحناه، ولم يكن ممكنا تسديد تلك القيمة المالية نظير نقل مباراة واحدة للمنتخب الوطني، بدليل أن كل البلدان العربية المعنية بتصفيات كأس أمم إفريقيا رفضت شراء حقوق البث من “بي إن سبورت” بسبب القيمة المالية المبالغ فيها”، مستطردا “باشرنا المفاوضات قبل شهر ونصف مع “سبورت فايف”، ولم نتلق أي ردّ سوى يومين قبل انطلاق المباراة، وتم إشعارنا بأنه يجب التفاوض مع “بي إن سبورت”، وحين ربطنا الاتصال مع “بي إن سبورت” اصطدمنا بالمبلغ المالي الخيالي، ما جعل المفاوضات تتعثّر”. وبرغم ذلك، أكد توفيق خلاّدي، المدير العام للتلفزيون الجزائري، بأن المفاوضات بين مؤسسته و”بي إن سبورت” لا تزال متواصلة لشراء حقوق بث مقابلتي “الخضر” خارج القواعد أمام منتخبي مالي ومالاوي، مشيرا “عرضنا على “بي إن سبورت” شراء المباريات الست للمنتخب الوطني، داخل وخارج القواعد، وكنّا مستعدين للتفاوض ورفع مقترحنا المالي، لكن ما طلبته منا إدارة “بي إن سبورت” كان مبالغا فيه”. “بي إن سبورت” طلبت مليون دولار والتلفزيون الجزائري اقترح 500 ألف دولار وإذا كان توفيق خلاّدي لم يكشف عن القيمة المالية التي اقترحها التلفزيون الجزائري ولا حتى عن طلب “بي إن سبورت” المالي، فإن مصدرا عليما كشف بأن “بي إن سبورت” طلبت قيمة مليون دولار للمباراة الواحدة، بشرط نقلها على القناة الأرضية فقط دون الفضائية، وحمل عرض القناة القطرية قيمة 12 مليون دولار لنقل المباريات الست للمنتخب الوطني على القناة الأرضية والفضائيات الجزائرية، لكن كلا العرضين قوبلا بالرفض من طرف التلفزيون الجزائري، يضيف مصدرنا، بينما اقترح التلفزيون الجزائري قيمة 500 ألف دولار لنقل مباراة إثيوبيا أمام الجزائر على الأرضية، حيث لم يتفق الطرفان بسبب خلاف قيمته نصف مليون دولار. وأضاف ذات المصدر بأن “بي إن سبورت” اشترت حقوق بث مباريات تصفيات “كان 2015” بقيمة 18 مليون دولار، وهي متأكدة بأنها لن تجني من وراء ذلك أي عائدات مالية من البلدان الإفريقية اقتناعا منها بأن أغلب البلدان الإفريقية لا تملك الإمكانات المالية لذلك، مشيرا أيضا إلى أن “بي إن سبورت” كانت تراهن أيضا على الاستفادة من بيع الحقوق للبلدان العربية، وخاصة الجزائر والسودان، كون تونس ومصر غير قادرتين أيضا على تسديد القيمة المالية المطلوبة. شراء التلفزيون ل22 مباراة في المونديال ب30 مليون دولار وراء تمسّك “بي إن سبورت” بمطلبها وكشف مصدرنا بأن إصرار “بي إن سبورت” على المطلب المالي (مليون دولار للمباراة الواحدة على الأرضية، و12 مليون دولار للمباريات الست على الأرضية وعلى الفضائيات)، أملاه تسديد التلفزيون الجزائري لقيمة 30 مليون دولار من أجل شراء حقوق نقل 22 مباراة خلال المونديال على القناة الأرضية ودون الاستفادة من حق إعادتها، ما جعل مسؤولي “بي إن سبورت” يتأكدون من أن التلفزيون الجزائري يملك كل الإمكانات لتسديد أي قيمة مالية مطلوبة، ما جعلهم يتفاوضون من منطلق محاولة الاستفادة من أكبر قيمة مالية من الجزائر ومن السودان، لتعويض عزوف البلدان الإفريقية والعربية الأخرى عن التفاوض من أجل شراء الحقوق. وواصل مصدرنا يقول بأن التلفزيون الجزائري لم يتحرّج أيضا من تسديد غرامة مالية قدرها 1.5 مليون دولار ل”بي إن سبورت” بسبب نقل مباراة بوركينا فاسو أمام الجزائر من واغادوغو برسم مباراة الذهاب من الدور الفاصل من تصفيات مونديال البرازيل دون الاستفادة من ترخيص من مالك الحقوق “بي إن سبورت”، كما أنه لم يحسن التفاوض حين اشترى حقوق نقل 22 مباراة في المونديال بقيمة 30 مليون دولار، كونه اقترح على “بي إن سبورت”، علاوة على القيمة المالية، نقل مجّانا 30 مباراة من البطولة الوطنية بمعدّل مباراة واحدة كل جولة، دون أن ينتبه إلى ضرورة المطالبة أيضا بحق نقل مباريات تصفيات كأس أمم إفريقيا الحالية أو حتى مباريات “الخضر” مستقبلا في الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا في المغرب، ولم يفكّر التلفزيون أيضا في التفاوض مثلا حول حقوق بث مباريات المنتخب الجزائري لكرة اليد في المونديال حين سدّد 30 مليون دولار من أجل 22 مباراة، مؤكدا في ذات السياق بأنها قيمة مالية كبيرة، وبأنه لم يسبق لأي تلفزيون عمومي في التاريخ تسديد 30 مليون دولار لشراء حقوق نقل المباريات.