شكل تتويج فريق وفاق سطيف بكأس رابطة أبطال إفريقيا الأخيرة، فرصة للمسؤولين في الدولة الجزائرية لتلميع صورتهم والرفع من شعبيتهم، وفي مقدمة هؤلاء والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ الذي لم يتردد في ضرب القوانين عرض الحائط، بصرفه مكافأة مجزية للوفاق خلال الحفل الذي نظمه على شرف أشبال خير الدين ماضوي، صبيحة أول أمس، بمقر ولاية الجزائر العاصمة، وهي المكافأة التي قدرت بملياري سنتيم. ويمنع على ولاة الجمهورية بموجب القوانين المسيرة لنفقات الولاية، من صرف أي مبلغ مالي خارج حدود ولاياتهم مهما كانت الوجهة المخصصة لها. والأكثر من هذا، تلزم القوانين ذاتها الولاة بضرورة توجيه أي مبلغ مالي للنوادي الهاوية دون الشركات الرياضية ذات الأسهم، وهو الأمر الذي لم يأبه له والي العاصمة زوخ الذي قدم ملياري سنتيم من خزينة ولاية الجزائر العاصمة لفريق يبعد عن حدود العاصمة بأكثر من 300 كلم، ليدوس بالتالي على تلك القوانين، وهذا بحضور وزراء ومسؤولين في أعلى هرم الدولة، من بينهم وزير الشباب عبد القادر خمري ووزير الرياضة محمد تهمي. ودأب الوالي زوخ على استغلال أدنى مناسبة رياضية للظهور، حيث كان وراء تكريم السداسي المحلي (جابو، زماموش، سليماني، حليش، سيديرك وبلكالام)، الذي شارك في نهائيات كأس العالم بالبرازيل، رغم أن بعض هؤلاء لا ينتمي ولا يقيم بعاصمة الجزائر، في وقت تعاني فيه عديد النوادي والجمعيات العريقة الأمرين بسبب الضائقة المالية في صورة نوادي أولمبي العناصر ورائد القبة، وغيرهما من المدارس الكروية العاصمية. كما يأتي هذا الخرق للقانون في وقت يبدي فيه الوالي زوخ تجاهلا تاما للمشاريع الرياضية الكبرى المسجلة في ولاية الجزائر، ومنها ملعبي براقي والدويرة، رغم أن “الولاية” هي الجهة المسؤولة قانونيا على انجاز ومتابعة هذه المشاريع، التي تسير ومنذ انطلاق الأشغال بهما سنة 2009 بسرعة السلحفاة، حيث لم تتجاوز الأشغال بملعب براقي نسبة 40 في المائة، فيما لم تتعد في مركب الدويرة نسبة 10 في المائة، في وقت أن المشروعين من أهم الأوراق التي وظفتها الجزائر في ملف ترشحها لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا 2017.