أكد وزير العدل حافظ الاختام, الطيب لوح, اليوم الخميس بالجزائر العاصمة أن مسألة تطبيق حكم الإعدام في الجزائر تتطلب "نقاشا واسعا وموضوعيا" على مستوى مختلف فئات المجتمع بعيدا عن "المؤثرات الظرفية والقناعات المسبقة" حول الموضوع. وقال السيد لوح في رده عن سؤال شفوي بالمجلس الشعبي الوطني حول سبب مواصلة توقيف تطبيق الحكم بالإعدام بالجزائر منذ سنوات, خاصة مع تنامي ظاهرة الإجرام والإختطاف, أن المسألة هي ذات "أبعاد قانونية وسياسية واجتماعية وأخلاقية", معتبرا ان موقف الجزائر في هذا الشأن يجب أن يكون "منسجما مع خصوصيات المجتمع التي صقلت على مر التاريخ بتجارب عديدة في هذا المجال". وذكر الوزير أن قرار توقيف تنفيذ عقوبة الإعدام في الجزائر كان منذ سنة 1993 ولا يزال ساريا لأسباب وظروف "معروفة", مشيرا إلى ان "العديد من الدول إتخذت هذا القرار رغم ان تشريعاتها تنص على عقوبة الإعدام". وأوضح الوزير في سياق آخر أن مسألة الجريمة والعقوبات هي من "أكبر المشكلات" المطروحة على المجتمعات الحديثة لما لها من "أبعاد قانونية وإنسانية واجتماعية", مؤكدا انها "أثارت ولازالت تثير جدلا بين مختلف التيارات الفكرية وان الجزائر أيضا تعرف مثل هذا النقاش". وأضاف ان "العقوبة الفعالة بالمفهوم الحديث ليست تلك التي تهدف إلى الإنتقام أو إلحاق بالأذى, بل تلك التي تحمي المجتمع انطلاقا من فهم الأسباب الشخصية والإجتماعية المؤدية لأداء الفعل الإجرامي لتكون أكثر ملاءمة مع شخصية الجاني". من جهة اخرى, و في رده على سؤال آخر حول مصير ال26 نقابيا من قطاع العدالة الموقوفين عن العمل منذ سنة 2012 بسبب شنهم لإضراب للمطالبة بحقوق مهنية واجتماعية, أشار السيد لوح ان كل الإجراءات الإدارية المتخذة من طرف الهيئة المستخدمة آنذاك كانت بعد توجيه إعذار لهم من أجل الإلتحاق بمناصب عملهم وفقا لما ينص عليه التشريع الساري المفعول. وأكد أن الفصل في مدى كون هذه الاجراءات المتخذة مطابقة أو غير مطابقة للقانون يعود إلى الجهة القضائية, مبرزا ضرورة الرجوع إلى مبادئ احترام القانون وحق اللجوء إلى العدالة.