أعلنت قيادات أحزاب “الاستقلال” و”الأصالة والمعاصرة” و”الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” و”الاتحاد الدستوري”، إطلاق ما وصفته “مبادرة وطنية كبرى” تحمل شعار “من أجل تفعيل الحكم الذاتي والدفاع عن الوحدة الترابية، في إشارة إلى المقترح المغربي حول الحكم الذاتي في الصحراء الغربية”. وتستهدف هذه المبادرة حسب أصحابها القيام بما اعتبرته “برنامجا تعبويا يمتد طيلة سنة 2015 مع كل الجهات الإقليمية والجهوية والدولية التي لها ارتباط بهذا الملف”. اتهمت الأحزاب الأربعة في بيان لها، أول أمس، “بعض الأوساط الأممية”، بما أسمته “محاولات تحريف طبيعة النزاع” في الصحراء الغربية. وضمن هذا السياق، اعتبر البيان الصادر عن كل من إدريس لشكر وحميد شباط ومصطفى الباكوري وإدريس الراضي أنه “على بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية التخصّص فقط في مراقبة وقف إطلاق النار كما تم التوقيع عليه سنة 1991”، في إشارة إلى رفض المقترحات الدولية الداعية إلى توسيع مهام بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وهو المقترح الذي يلقى مساندة دولية بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويكون هذا الدعم الدولي لتوسيع بعثة المينورسو وراء الاتهامات الصادرة عن الأحزاب الأربعة التي اتهمت النظام الجزائري بما أسمته “إذكاء الخلاف” بما يضمن له استدامة هذا النزاع المفتعل. وبررت الأحزاب الأربعة، التي قررت شن حملة ضد الجزائر باعتبارها من أعداء “الوحدة الترابية”، الوضع المتأزم في الأقاليم الجنوبية (أي في الأراضي الصحراوية المحتلة) بأنه يرجع إلى “الاستعمار الغاشم الذي جذر مظاهر التخلف والجهل والفقر في هذه الربوع”. كما تحدث البيان أن هذه المبادرة ستتابعها هيئة قيادية تتكون من الأمناء العامين لهذه الأحزاب ورؤساء مجالسها الوطنية وثلاثة أعضاء من كل حزب. وأعلنت هذه الأحزاب أنها “تؤكد أن مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب هو أبعد ما يمكن أن تصل إليه التسوية السياسية فيما يتعلق بقضية الوحدة الوطنية”، أي أنها تنكر على الصحراويين الحق في الاستفتاء في تقرير المصير المكرس من قبل الأممالمتحدة. ووضعت هذه الأحزاب التي تدعي “المعارضة” خطاب الملك محمد السادس في ذكرى المسيرة الخضراء ب«الخطاب المرجعي” لها، وهو الخطاب الذي حمّل الجزائر مسؤولية وجعل منها طرفا في النزاع حول الصحراء الغربية، رغم أن القضية توجد بين يدي الأممالمتحدة. ونقلت وسائل الإعلام المغربية أن لقاء هذه القيادات الحزبية “غلب عليه نوع من الارتجال”، كما أن هذه القيادات لم تترك المجال للصحفيين لطرح أسئلتهم خلال هذه الندوة التي لم تستمر حسب موقع “هيسبرس” أكثر من 5 دقائق.