ابدت الحكومة الفرنسية الاحد رغبتها في "جعل مكافحة العنصرية ومعاداة السامية قضية وطنية"، وذلك بعد ايام من الاعتداء على زوجين بسبب كونهما من اليهود بالقرب من باريس في حادث اثار استنكار الراي العام الفرنسي. واشار وزير الداخلية برنار كازينوف الى "القلق الذي تشعر به المجموعة اليهودية في فرنسا"، الاكبر في اوروبا، من "حالة مرض اجتماعية" تتنامى في البلاد. وقال "يجب ان نجعل من مكافحة العنصرية ومعاداة السامية قضية وطنية تشمل كل الادارات المعنية والنواب والجمعيات وممثلي مختلف الديانات". وكان الوزير يتحدث امام مئات الاشخاص الذين تجمعوا الاحد في كريتيل، في الضواحي الشرقية لباريس، للتنديد بالاعتداء الذي وقع قبل ستة ايام على زوجين يهوديين في هذه المدينة سرقت شقتهما وجرى اغتصاب الامراة الشابة. واشارت التحقيقات الى ان الجناة الثلاثة تصرفوا "من منطلق ان اليهودي يكون دائما لديه الكثير من الاموال". كما يشتبه في انهم انهالوا ضربا مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على يهودي في السبعين في المدينة نفسها. واثار هذا الحادث استنكارا شديدا في البلاد ودفع الجالية اليهودية الى مطالبة الرئيس فرنسوا هولاند الخميس بالتنديد بهذا "الشر" الذي يشهده المجتمع الفرنسي. وقال برنار كازينوف الاحد "خلف هذه الجريمة شر ينخر الجمهورية ويجب محاربته باي ثمن". واعترف الوزير بان "الافعال والتهديدات المعادية للسامية" في فرنسا تضاعفت "في العشرة اشهر الاولى من العام الحالي" موضحا ان "القضاء نظر في اكثر من 930 قضية" من هذا النوع في النصف الاول من العام. واكد متوجها الى يهود فرنسا ان "الجمهورية ستدافع عنكم بكل قوة وستحميكم دائما من اي افعال او اقوال تسيء الى صرح القيم المؤسسة لها". ومع نصف مليون شخص تعتبر المجموعة اليهودية في فرنسا الثالثة في العالم بعد اسرائيل والولايات المتحدة. لكن وللمرة الاولى اصبحت فرنسا العام الماضي اول بلد هجرة الى اسرائيل مع توجه 4566 من اليهود الفرنسيين الى الدولة العبرية في ظاهرة عزاها مسؤولون يهود الى ركود الاقتصاد الفرنسي وتصاعد النزعة المعادية للسامية.