تسببت التقلبات الجوية التي شهدتها مختلف ولايات الوطن في اليومين الأخيرين، على غرار ولايات سطيفوالجلفةوالمديةوالبليدة وغيرها، في وقوع العديد من الجرحى في حوادث مرور، إضافة إلى عزل بعض القرى ومنع التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة. اضطر العشرات من سكان القرى والمداشر في سطيف إلى المبيت عند أقاربهم أو في سياراتهم، نتيجة الفيضانات الكبيرة التي شهدتها مختلف الوديان والمجاري المائية، حيث ارتفع منسوب العشرات من الوديان التي كانت نائمة إلى ما فوق الطرقات والجسور، ما جعل مصالح الحماية المدنية تتدخل في أكثر من مرة لتحذير السكان وإجلاء بعضهم نحو الضفة الأخرى. كما جعلت الكميات الكبيرة من الثلوج والأمطار التي تهاطلت على الولاية هذه الأيام، الكثير من القرى والمداشر التي بنيت تحت سفوح الجبال وبمحاذاة الوديان، تعيش عزلة تامة طيلة يومين كاملين، زيادة على عدم بلوغ المئات من التلاميذ مدارسهم صباح أمس، خوفا من غرقهم في المستنقعات المتشكلة. من جهتها، عاشت ولاية الجلفة على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية تقلبات جوية ميزتها رياح عاتية بلغت سرعتها السبعين كيلومترا في الساعة وأسفرت عن عدة حوادث مرور كان أخطرها على مستوى الطريق الوطني رقم 01 بمنطقة الخشم شمال عين وسارة وخلف مقتل طفلة تبلغ من العمر سنتين وجرح ستة آخرين، فيما كانت باقي الحوادث على مستوى الطريق الوطني رقم 46 بمنطقة ”المويلح”، واصطدام خمس مركبات على مستوى الطريق الوطني رقم 40 بالقرب من مدينة ”البيرين” وهذا بسبب الزوابع الرملية وانعدام الرؤية، السبب نفسه أدى إلى وقوع حادث آخر على مستوى الطريق البلدي غير المصنف الرابط بين بلديتي ”الإدريسية” و”عين الشهداء” خلّف جرح شخصين اثنين. كما تسببت الأحوال الجوية التي اجتاحت ولاية المدية اليومين الأخيرين، في إصابة شاب عشريني بجروح على مستوى الرأس، بسبب الرياح الشديدة إضافة إلى سقوط جدار من الطابق العلوي لبناية وسط مدينة العمارية شرق الولاية، وتم نقل الضحية إلى مستشفى عاصمة الولاية في حالة حرجة. أما في البليدة، فقد عانى سكان بحظيرة الشريعة ونزلاء مستشفى الأمراض التنفسية، من الانقطاع المتواصل في التيار الكهربائي وماء الشرب في اليومين الماضيين، فيما اضطر أولياء التلاميذ بأحياء في مفتاح لمنع أبنائهم من الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية، بسبب الطرقات الموحلة وانعدام النقل المدرسي. وفرضت أمطار الغيث والثلوج المتساقطة مؤخرا بأحياء شعبية وسط البليدة ومفتاح والشفة وأولاد يعيش والعفرون والشبلي والشريعة، حالة حظر خاصة على التلاميذ المتمدرسين، ومنعتهم من الخروج، نتيجة الطرقات والمسالك التي تحولت إلى برك مائية عائمة وموحلة، لعدم استكمال الأشغال من جهة، ومن جهة أخرى عدم استفادة سكان بعض الأحياء من مشاريع تعبيدها. وتسببت موجة الأمطار المتساقطة على مدار أسبوعين بالطارف في توقف الدراسة بمختلف المؤسسات التعليمية أمام تراكم المياه والأوحال والتسربات المائية التي حولت الأقسام إلى أحواض، فيما أضرب تلاميذ ثانوية تامر قدور ببلدية بحيرة الطيور لمدة 4 أيام احتجاجا على الظروف السيئة للتمدرس. وفي ثانوية مرزق الشريف في الطارف، عزف تلامذتها عن الدراسة إثر محاصرة المياه الراكدة المرافق التربوية، ما أدى إلى توقف الدراسة بثانوية عين العسل. وفي قرية بوتلة عبد الله ”الفرين” غرقت مدارسها الابتدائية في المياه والأوحال. أما في المداشر الريفية الجبلية، فلم يتمكن التلاميذ من الذهاب إلى مدارسهم بفعل فيضان الوديان والشعاب، كما شلت الأمطار حركة النقل المدرسي بالمناطق النائية لعدم صلاحية استعمال مسالكها.