بيوت منهارة وطرقات مشلولة ومدارس مغلقة أدت الاضطرابات الجوية الأخيرة التي تشهدها المناطق الشمالية الوسطى والشرقية للوطن منذ أمس الأول والتي رافقها تهاطل كثيف للأمطار والثلوج، إلى تسجيل العديد من التدخلات من طرف مصالح الحماية المدنية، حيث شلت حركة المرور أكثر من 22 ولاية، أغلبها بالوسط والشرق، وعطلت العديد من الطرقات المقطوعة خاصة بالولايات الشرقية للوطن، فيما وجدت بعض العائلات القاطنة بالمداشر نفسها معزولة بسبب ارتفاع سمك الثلوج شان ولاية البويرة وتيزي وزو وبجاية. رياح قوية وثلوج شلت الطرقات كما أدت الرياح القوية إلى اقتلاع الأشجار مخلفة خسائر على بعض المحاصيل الزراعية بشرق العاصمة، وترتقب مصالح الأرصاد الجوية، عودة الصفاء تدريجيا ابتداء من الخميس بعدما فاقت نسبة التساقط 70 ملم في انتظار اضطراب جوي آخر الأسبوع المقبل. وتسببت التقلبات الجوية التي شهدتها العديد من المناطق الشمالية في أحداث هلع في نفوس المواطنين لا سيما منهم القاطنين بالسكنات الهشة وعلى ضفاف الأودية بعدما قضوا ليلة بيضاء خوفا من انهيار سكناتهم فوق رؤوسهم كسكان الأحياء العتيقة بولاية البليدة، وبمنطقة القبائل أدى تساقط الأمطار والثلوج إلى قطع العديد من الطرقات الوطنية والولائية الرابطة بجاية بالبويرة. كما تسببت سيول الأمطار في غلق عدة طرق ولائية في اتجاهات كل من معاتقة، ماكودة، ازفون وافرحونان، واضية، عين الحمام، حيث علق المواطنون في زحمة مرورية خانقة على مستوى وادي عيسي بالطريق الوطني رقم 12 المؤدي إلى عزازڤة شرق عاصمة جرجرة.
مواطنون يقضون لياليهم في العراء وبولاية بجاية سجل تسرب كبير للمياه داخل المنازل خاصة بوسط المدينة، مما دفع بالمواطنين إلى قضاء ليلتهم كاملة في إخراج المياه المتدفقة إلى داخل منازلهم واضطر البعض الأخر إلى الاستنجاد برجال الحماية المدنية الذين استعانوا بالمضخات لتخليص الكثير من المنازل من هذه المياه وأفادت مصادر الحماية المدنية أن عدة مدارس غمرتها المياه وكذلك الطريق الوطني رقم 26 ومما جعل حركة المرور صعبة. وبخنشلة أدت التقلبات الجوية إلى عزل حوالي12 بلدية وقطع بعض الطرقات منها معبر يابوس بأعالي جبال بوحمامة، باتجاه الطريق الوطني رقم 88 الرابط بين ولايتي خنشلة وباتنة، كما تسبب الصقيع في شل حركة المرور عبر العديد من الطرقات انطلاقا من خنشلة، وأفادت مصادر إدارية أن عدة طرقات قد توقفت بها الحركة ببلديات خنشلة، كما أدى فيضان بعض الأودية بغلق الطرق الولائية، كما تعطل الطريق الدولي الرابط بين الجزائر وتونس.
خسائر في قطاع الفلاحة وبولاية ڤالمة أغرقت السيول الجارفة حقول البطاطا والبصل ومختلف المحاصيل الأخرى التي حان وقت جنيها، وأدت الأمطار إلى سقوط أسقف بعض المنازل الهشة، وتدخلت مصالح الحماية المدنية عبر مختلف بلديات الولاية، لامتصاص كميات المياه المتسربة إلى مداخل المساكن بسبب انسداد أغلب بالوعات صرف المياه. كما أدت الثلوج المتساقطة على مرتفعات ميلة إلى غلق العديد من الطرق الوطنية والولائية والبلدية، مما تسبب في عرقلة حركة المرور وعدم التحاق المئات من تلاميذ المدارس الابتدائية القاطنين بالدواوير الجبلية بعدة بلديات. كما تسببت كثافة الثلوج في غلق الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين ولايتي سطيف وجيجل مرورا بتراب ولاية ميلة، كما شهد الطريق تدهورا فضيعا بسبب الأمطار والثلوج المتساقطة منذ أول أمس، استدعى الأمر الاستنجاد بكاسحات الثلوج وجرافات لفك الحصار عن العائلات. وبسطيف عرفت العديد من الطرقات الوطنية والولائية، بالجهة الشمالية للولاية، منها الطريقان الوطنيان الرابطان بين ولايتي سطيفوبجاية، وأدت الثلوج التي تهاطلت بكثافة إلى عزل العديد من القرى والمداشر، في كل من بلديات بوسلام وآيت تيزي وآيت نوال مزادة، وأدت الثلوج إلى توقيف الدراسة أمس، شان تلاميذ المدارس النائية بولاية قسنطينة التي عرفت اختناق مرور حاد تسبب في حوادث مرور أسفرت عن قتيل وعشرات الجرحى. أما بالعاصمة، فقد أدت الرياح القوية التي هبت أمس بعدما وصلت سرعتها 80 كلم/سا إلى اقتلاع عدد من الأشجار التي سقطت على البيوت البلاستيكية ببلدية هراوة شرق العاصمة، مخلفة خسائر معتبرة على المحاصيل الزراعية، وبهذا الصدد أكد الملازم بالحماية المدنية نسيم برناوي انهيار جدار منزلين بطڤارة وانهيار جزئي ل3 شرفات بحي لاكناس ببلوزداد دون تسجيل أي خسائر بشرية.