انتقد، أمس، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية ما أسماه “قمع السلطة للمسيرات والوقفات الاحتجاجية ضد استغلال الغاز الصخري في الجنوب”، مؤكدا أن فرنسا “أرادت تجريبه في الجزائر بأبنائها”، ودعا السلطة إلى التوقف عن سياساتها الارتجالية التي زجت بالبلاد إلى أصعب مرحلة انتقالية هي تمر بها اليوم. وأكد موسى تواتي، في الكلمة الافتتاحية للدورة العادية السادسة للمجلس الوطني للأفانا أمس بتيبازة، أن الجزائر تمر اليوم بأصعب مرحلة انتقالية في تاريخها، بسبب الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي أدخلتها في مآس نتيجة سياسة ارتجالية سبق وأن حذرت منها الجبهة. وشن تواتي هجوما لاذعا على السلطة “التي تأتمر بأوامر فرنسا التي تقرر مصير الشعب الجزائري من خلال تعيينها للرؤساء”، مؤكدا أن “عدو الأمس لا يمكن أن يكون صديق اليوم”، وقال إن “النظام لجأ إلى استهداف الدستور عند كل محطة انتخابية وغيّب سلطة الشعب، للحصول على دعم الخارج مقابل التنازل عن ممتلكات وخيرات الشعب”، مشيرا في هذا السياق إلى أن ما يحدث اليوم بشأن استغلال الغاز الصخري هو أمر مدبر من قِبل فرنسا التي سعت منذ مفاوضات إيفيان إلى فصل الجنوب الجزائري عن الشمال. ونبه رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية إلى خطورة إقدام السلطة على هذه الخطوة “التي ستجر الجزائر إلى مأزق حقيقي، لما لها من تداعيات على المياه الجوفية غير المتجددة بالصحراء وكذا على الشعب”، الذي قال إن السلطة تريد تسميمه من خلال استغلالها لهذا النوع من الغاز، في حين ترفض أن تحاوره، متهما في السياق النظام “بتنفيذ توصيات أجنبية واحتقار الشعب الذي لم ينعم بعد بالاستقلال، فيما دأبت الأنظمة المتعاقبة على إغراقه بالوعود بتحسين وضعيته الاجتماعية حتى تستمر هذه الأنظمة في السلطة”. كما انتقد تواتي بعض أحزاب المعارضة التي وصفها بالعميلة لفرنسا التي خططت بحسبه إلى مرحلة ما بعد بوتفليقة أو سقوط النظام الحالي، مصرحا أن هناك من يدعون المعارضة وهم تحت حماية فرنسية ليكوّنوا فيما بعد النظام المقبل في حال سقوط النظام الحالي.