عاد من جديد الجدل إلى الساحة الفرنسية حول منع ارتداء الحجاب في الجامعات، من خلال طرح نائب حزب اليمين الفرنسي المعارض، إريك سيوتي، مشروعه للنقاش الذي يتضمن تطبيق اللائكية عبر مختلف أرجاء الجمهورية بما فيها هيئات التعليم العالي، وهي المسألة التي يزكيها رئيس الحزب نيكولا ساركوزي. تضاربت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض للمشروع، بداية بوزيرة حقوق المرأة، باسكال برتوان، التي أيدت اقتراح مشروع حزب اليمين، وقابلها الرفض القاطع من رؤساء وعمداء الجامعات، حيث اعتبروا أن الحرم الجامعي هو مكان لالتقاء واختلاط ثقافات أشخاص راشدين وأحرار في ممارسة عقائدهم من دون عنف. ووصفت الطالبات الجامعيات هذا المشروع بالمجحف في حقهن، باعتبار أن لباسهن لا يزعج أحدا ولا يسبب ضررا لأي كان، في حين اعتبر بعض السياسيين من اليسار الحاكم واليمين المعارض أن الوقت غير مناسب لطرح مثل هذه المسائل للنقاش قبيل الانتخابات الإقليمية، وأن القضية لا تستحق كل هذا الجدل. وفي الوقت الذي عرف هذا الاقتراح ردود فعل متباينة، حظي من جهته نيكولا ساركوزي برفقة وجوه من حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني، بينهم الرقم الثاني، آن كيام، التي سبق وأن اقترحت تجريد التلاميذ من السلطة الأبوية، متهمة بعض المتمدرسين من أبناء الجالية المسلمة بالتأخر المستمر نتيجة أدائهم للصلاة، باستقبال في مسجد باريس الكبير من قبل رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، دليل أبوبكر، الذي نظم مأدبة غداء على شرف رئيس الحزب. وقد تمت، خلال اللقاء، مناقشة القضايا المتعلقة بمكانة الإسلام وتكوين الأئمة ومراقبة خطاباتهم، والحرص على احترام اللائكية بداية بمنع ارتداء الحجاب والصلاة على أرصفة الطرق العمومية والتطرف الديني وعملية التموين. وتم تحديد تاريخ 15 أفريل القادم لممثلي الجالية المسلمة، بمقر حزب اليمين الفرنسي، لإثراء الحوار والبحث عن حلول ممكنة من أجل خلق توافق بين الإسلام والدولة.