دعت قوى فلسطينية، أمس، إلى أوسع مشاركة جماهيرية في المسيرات التي ستنظم، اليوم الإثنين، في يوم الأرض، للتأكيد على الثوابت والتمسك بالوحدة الوطنية، وحق عودة اللاجئين. وحذرت الفصائل في بيانات منفصلة وصلت ”الخبر” نسخ عنها، من الحلول الساعية لتصفية القضية الفلسطينية والالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، من خلال الوطن البديل، وغيرها من الأفكار والمقترحات الجديدة، مجددة تمسكها بالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى التحرير، وتحقيق حلم العودة. وتعود أحداث يوم الأرض، يوم أن هبّ الفلسطينيون في 30 من مارس عام 1976 دفاعا عن أرضهم، بعد أن صادرت إسرائيل آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة للسكان الفلسطينيين، ولاسيما في منطقة مدينة الجليل (عرابة)، شمالي فلسطينالمحتلة، فأعلنت الإضراب الشامل. بعد الدعوة لإعلان الإضراب، عمدت سلطات الاحتلال إلى محاولات لمنع حدوث هذا الإضراب وكسره عن طريق التهديد بقمع المظاهرات والعقاب الجماعي، فقد عقدت حكومة الاحتلال وقتها اجتماعا استمر أربع ساعات. وقتها، تحدى الفلسطينيون ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948، السلطات الإسرائيلية، وكان الرد الصهيوني عسكريا شديدا، إذ دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية لوقف الاحتجاج الفلسطيني على مصادرة الأرض وقضمها. وتصادمت الجماهير الغاضبة والمحتجة مع قوات الاحتلال، وحدثت اشتباكات دامية حوّلت المدن والقرى الفلسطينية إلى ساحة حرب حقيقية. لقد كانت رمزية هذا اليوم في كونه ذكرى للمرة الأولى التي اتحدت فيها الجماهير العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 لمواجهة مخططات الاحتلال لاجتثاثهم من أراضيهم، حيث واجهوا الاحتلال وهم يد واحدة، ليسقط منهم ستة شهداء ومئات الجرحى، ليصبحوا جزءاً من معركة التحرر الفلسطيني التي استثنوا منها، وليطوروا أسلوب مقاومة الاحتلال بطرق جديدة، بعد أن كانوا يتبنون أسلوب المقاومة السلبية. وإذا كان يوم 30 مارس 1976 هو يوم للألم بسبب ما وقع من اضطهاد وأفعال عنصرية، فهو أيضًا يوم الأمل، لأن الدماء التي نزفت يومها، زرعت في النفوس يوم الأمل، والأمل بالأرض، وبالعودة، وهو أمل ينمو مع كل عام، ومع كل عام يتنادى الفلسطينيون من أجل حماية أرضهم ووطنهم.