سيكون الجمهور الرياضي الجزائري على موعد مع مواجهة محلية واعدة بملعب الثامن ماي بسطيف، في إطار الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية، بين رائد البطولة مولودية بجاية الذي سيحل ضيفا على الوصيف في البطولة، وفاق سطيف، وهي المواجهة التي ستكون بشعار الثأر وحسم منعرج الكأس في انتظار لقب البطولة. لم الوفاق السطايفي يتمكن هذا الموسم من الانتصار على الجار مولودية بجاية في مباراتي البطولة، وهو الأمر الذي جعل المدرب خير الدين ماضوي يخص هذه المواجهة باهتمام كبير بداية من إدخال لاعبيه في تربص صغير مغلق بالمدرسة الوطنية الأولمبية بالباز بداية من الأربعاء الفارط وإلى غاية دخول اللاعبين أرضية ميدان الثامن ماي عشية اليوم، وهو ما جعل لاعبي الوفاق يوجهون تركيزهم الشديد على مباراة هذا المساء. ورغم أن ماضوي سيفتقد اليوم لخدمات أربعة لاعبين، ويتعلق الأمر بكل من دمو وبوكرية وعروسي وداغولو، إلا أنه متعود على مثل هذه الغيابات، وبالتالي فإنه سيعتمد على كل من الحارس خذايرية ومقاتلي ولقرع وملولي ودلهوم في الدفاع، يتقدمهم زرارة ورايت وجحنيط أو دهار في وسط الميدان، فيما سيقود القاطرة الأمامية الثلاثي زياية وقاسمي والعمري أو يونس، كما سيكون زي أوندو وبلعميري وبن يطو بدائل ممكنة لخير الدين ماضوي في هذه المباراة التي سيحاول عناصر الوفاق كسب رهانها، حتى يؤكدوا بأنهم الفريق الأحق هذا الموسم بنيل ثنائية الكأس والبطولة لثالث مرة في تاريخ هذا النادي، الذي سيكون مدعما بالآلاف من أنصاره بداية من الساعة الرابعة من عشية اليوم، وبقيادة ثلاثي التحكيم المشكل من بنوزة وآيت شعلي وعوماري. من جهتهم، يدرك البجاويون أن أمامهم فرصة قد لا تعوض، إذ يكفيهم تجاوز عقبة الوفاق بملعبه لدخول التاريخ من بابه الواسع، وهو ما جعلهم يستعدون لرفع التحدي. وتسعى مولودية بجاية إلى مخالفة كل التكهنات التي ترشح وفاق سطيف المتعود على التتويجات لإثراء سجله، حيث يؤكد الجميع أن وصول “الموب” إلى نصف النهائي يعتبر إنجازا في حد ذاته، بالنظر إلى عمر الفريق الصاعد إلى القسم الوطني الأول منذ موسمين فقط. ويلح الأنصار على أن فريقهم الذي كسب ثلاثة تأهلات في الأدوار السابقة خارج قواعده، يمكنه أيضا أن يرفع التحدي ويشفي غليلهم، ويعلقون آمالا كبيرة على رفقاء دحوش لمقاومة الآلة السطايفية وكبح مدها الهجومي، ويشيرون إلى أن “الموب” إن وصلت إلى ضربات الترجيح، فإن الحظ سيبتسم لها للمرة الثالثة، وهو ما يعني في نظرهم أن الحذر مطلوب وتسيير المواجهة بذكاء وحنكة قد يدعم الحظوظ في التأهل. المدرب عبد القادر عمراني، من جهته، ركز كثيرا على الجانب النفسي مخاطبا أشباله قبل الحصص التدريبية بأن مفتاح ولوج التاريخ بأيديهم بقوله: “أمامكم فرصة العمر، فاستغلوها لصالحكم ولفائدة الفريق، ومثل هذه المناسبات قد لا تعوّض، وادخلوا الميدان دون حسابات، لأن ما يهم هو الفوز فقط، وضحّوا من أجل إسعاد المنطقة والجمهور الذي ساندكم طيلة الموسم”. عمراني أكد ل«الخبر” أن الدخول في جو اللقاء مباشرة وحسن التركيز فيه من العوامل الايجابية في مثل هذه المواعيد، مصرا على أن إحدى التعليمات الموجهة لأشباله تتمثل في امتصاص الضغط واللعب الجماعي والحذر من الكرات الثابتة وعدم التراخي في الدقائق الأخيرة. ورغم أن المنافس يتمتع بفرديات لامعة ولها من الخبرة ما يفوق “الموب”، إلا أن عمراني وضع في الكفة الإرادة التي تسلح بها فريقه وتشوقه إلى مواصلة المشوار الرائع. وانصب انشغال الطاقم الفني طيلة الأسبوعين على كيفية سد الفراغ الذي تركه حمزاوي المصاب في القاطرة الأمامية، ومن الحلول المحتملة إقحام الشاب بانوح كرأس حربة، وإسناد مهمة التنشيط الهجومي ليايا المتعطش لاستعادة بريقه، إضافة إلى الاعتماد على زرداب ورحال في استرجاع الكرات وتحويلها إلى هجمات معاكسة. وفي الوسط فإن القائد دحوش وسيديبي سيكلفان بالحراسة الفردية لألمع عناصر الوفاق للتقليل من حركتها، في حين سيتواصل وضع الثقة في الحارس منصوري الطامح في الانضمام إلى المنتخب المحلي، والفرصة مواتية أيضا لميباراكو المتألق بفضل لياقته البدنية ليساهم في تدوين اسم فريق مدينته بحروف ذهبية دامغة في سجل الكأس.