استنكرت الجالية المسلمة في فرنسا تزايد أعمال معاداة الإسلام ”الإسلاموفوبيا” منذ 7 جانفي الماضي، والّتي عرفت انتشارًا واسعًا في فرنسا في جانفي الماضي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. ودعت الجالية المسلمة رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الدكتور دليل بوبكر، للتحرّك وإبداء موقفه ممّا يحصل للجالية المسلمة. وأثارت حادثة منع طالبة مسلمة من الدخول إلى مدرستها في فرنسا، الأسبوع الماضي، بسبب ارتدائها ”تنورة طويلة”، استياء الجالية المسلمة، حيث اعتبرت إدارة المدرسة أن تنورة الطالبة ترمز إلى ”انتماء ديني”، حسب صحيفة ”لوموند” الفرنسية. وفي تصريحات صحفية، أكّدت الطالبة ”سارة” أنّها بدأت ترتدي الحجاب منذ حوالي سنة، ولكنها تخلع الحجاب يوميًا قبل الدخول إلى المدرسة احترامًا منها لقانون العلمانية الذي يمنع ارتداء أي ”رمز ديني واضح” بالمدارس والثانويات. وأضافت ”سارة” أنه تمّ طردها مرتين من المدرسة بتاريخ 16 و25 أفريل الفارط بسبب تنورتها الطويلة السوداء، كما عبّرت عائلة الطالبة عن غضبها واستيائها من تصرّف إدارة المدرسة، مشيرة إلى أن قانون العلمانية الفرنسي لا يمنع ارتداء التنانير الطويلة بل يحظر فقط ارتداء أي علامة تشير إلى الانتماء الديني لحاملها بشكل واضح. من جانبه، صرّح المسؤول التربوي الإقليمي، باتريس دوتو، أنه لم يتم طرد الفتاة، بل طُلب منها ”العودة بلباس عادي ويبدو أن والدها رفض أن تعود إلى المدرسة”، وذكرت الإدارة المحلية في بيان ”من الصعب أحيانًا التمييز بين ما يعتبر رمزًا دينيًا واضحًا أو استفزازًا. عندما يتعلق الأمر بأعمال يقوم بها الطلاب بالتشاور ناجمة عن حوادث أخرى أكثر وضوحًا مرتبطة مثلا بارتداء النقاب، لا بدّ من التحرك بحزم لضمان احترام مبدأ العلمانية”. وفي تصريح له على إذاعة ”إ.رم.سي” الفرنسية، عبّر السيد عبد الله زكري، رئيس المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا، عن استيائه الشديد من هذا التصرف، مؤكدًا أن ”مشكلة الإسلام والمسلمين بدأت تتحوّل إلى هستيريا جماعية في فرنسا”. وقد أظهرت إحصاءات حديثة كشف عنها ”المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا” في فرنسا، أن الأحداث المرتبطة ب”معاداة الإسلام” ارتفعت بنسبة 70% الشهر الماضي مقارنة مع جانفي 2014، إذ بلغ عدد هذه الأحداث 153 واقعة، وذلك منذ أحداث الهجوم على الصحيفة الساخرة ”شارلي إيبدو”، حتى يوم السبت الماضي، مسجّلاً بذلك 33 حالة اعتداء على مراكز العبادة الإسلامية بما فيها المساجد. وفي مطلع أفريل المنصرم، طلبت عدّة مدارس من حوالي 20 طالبة تغيير لباسهن بدعوى عدم التّوافق ومبدأ العلمانية، حسب المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا.