تنحية توفيق ستزرع الفوضى في الجيش وبوتفليقة يدرك هذا جيدا الهجومات التي مصدرها الرئاسة لا حدث بالنسبة للمخابرات يهاجم الجنرال حسين بن حديد قائد الناحية العسكرية الثالثة ومستشار وزير الدفاع اليمين زروال سابقا، بشدة، الفريق ڤايد صالح رئيس أركان الجيش، فيقول عنه إنه “عديم المصداقية ولا وزن له في الجيش”. ويدافع باستماتة كبيرة عن الجنرال “توفيق” ويقول إن جهاز المخابرات “هو الخصم اللدود” للرئيس بوتفليقة وشقيقه السعيد. ويبحر بن حديد عميقا في الصراع الجاري بين الرئاسة والمخابرات أثناء مقابلة مثيرة مع “الخبر” جرت في بيته بأعالي العاصمة. ما قراءتك للصراع الجاري حاليا بين جماعة الرئيس وجهاز المخابرات؟ المخابرات هيئة جزء من مؤسسة الجيش، وإن كنت لا أريد التحدث عن الأشخاص، وإنما أقول إنه كان صعبا على الرئاسة أن تواجه بشكل مباشر هذا الجهاز، لأن الرئيس عاجز عن القيام بذلك، فوظف أساليب أخرى من بينها سعداني. أقصد أن حاشية الرئيس، وشقيقه بالتحديد، عملت على إضعاف جهاز المخابرات. ولكنهم يرتكبون خطأ جسيما، لأن وزير الدفاع هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وبذلك هو يضعف نفسه. الرئيس مريض ولا يقوى على المواجهة، بل هو ربما عاجز حتى عن التفكير، ولكن أعطى لحاشيته الضوء الأخضر لمهاجمة ال”دي أر أس”. الجيش هو الدرع الواقي للجزائر، وإذا تم إضعافه، فلن تقوم للجزائر قائمة. أنت مقتنع إذن أن الهجوم الذي تعرض له “توفيق” وجهازه، مصدره الرئيس بوتفليقة؟ الرئيس مريض ولا يقوى على المواجهة، بل هو ربما عاجز حتى عن التفكير، ولكن أعطى لحاشيته الضوء الأخضر لمهاجمة ال”دي أر أس”. الجيش هو الدرع الواقي للجزائر، وإذا تم إضعافه، فلن تقوم للجزائر قائمة. إذن ما ارتكبه سعداني هو بمثابة خيانة. هل هي خيانة إذن من جانب الرئاسة، مادام سعداني مدفوعا من حاشية الرئيس كما تقول؟ نعم هي خيانة من حاشية الرئيس، أما بوتفليقة فلا أعتقد أنه يملك القدرات البدنية والفكرية التي تمكّنه من المناورة والمواجهة، ولكن حاشيته تتلاعب بمصير الجزائر. من هم أفراد هذه الحاشية؟ أخطر من فيها شقيقه السعيد. الفساد أصبح شاملا ويمس كل المؤسسات، وحاشية الرئيس متورطة فيه وتسعى بكل الطرق إلى تجنّب المحاسبة. فالمسألة هي حياة أو موت بالنسبة لها، وتجنب المحاسبة يكون باستمرار بوتفليقة في الحكم خمس سنوات أخرى. لماذا تسعى الرئاسة إلى إضعاف المخابرات برأيك؟ السبب الأول هو فتح الطريق للعهدة الرابعة، ويتم حتما عبر محاولة استهداف الخصوم. والسبب الثاني هو محاولة حاشية الرئيس أن تحمي نفسها من الملاحقة. فالفساد أصبح شاملا ويمس كل المؤسسات، وحاشية الرئيس متورطة فيه وتسعى بكل الطرق إلى تجنّب المحاسبة. فالمسألة هي حياة أو موت بالنسبة لها، وتجنب المحاسبة يكون باستمرار بوتفليقة في الحكم خمس سنوات أخرى. وبعد مرور هذه المدة سيبحثون عن حلول أخرى، ولكن المشكلة التي يواجهونها هي أن تولي الرئيس عهدة رابعة، أمر مستحيل. فإذا أراد الترشح سيكون مضطرا لخوض الحملة الانتخابية بالوكالة، وسيكون مضطرا لتأدية القسم بعد فوزه، الذي سيكون أكيدا بحكم سيطرته على حزب الإدارة، فكيف سيتعامل مع وضع كهذا؟.. هو عاجز عن الكلام وعن الوقوف.. فكيف سيتخطى هذه العقبات؟ ستكون فضيحة للجزائر وللجزائريين لو ترشح وهو في هذه الحالة. ناقشت هذا الموضوع مع جماعة من الأصدقاء، فرجّحوا أن يلجأ بوتفليقة إلى طريق ما لتجاوز هذا المأزق، لكني مقتنع أن لا وجود لحيلة، فهو مجبر على أداء اليمين الدستورية، بينما صحته لا تسمح له بممارسة هذا النشاط. وفي اعتقادي، بوتفليقة ليس متحمسا كثيرا للاستمرار في الحكم، وإنما حاشيته هي من تمارس عليه ضغوطا ليترشح. هناك طرح آخر مفاده أن الصراع الذي يجري ليس بخصوص العهدة الرابعة، وإنما لرغبة الرئيس في فرض شخص يستخلفه في الحكم، بينما يرفض جهاز المخابرات هذا الخيار.. قد يدور في خلد الرئيس اسم شخص لخلافته، يضمن له ولحاشيته تجنب المحاسبة في المستقبل. غير أن تجسيد هذا السيناريو غير ممكن في بلادنا، ولكني أظل مقتنعا بأن حاشيته هي من تضغط لفرض هذا الخيار. هل تعتقد بأن جهاز المخابرات يرفض عهدة رابعة للرئيس، أم أن وقوفه على الحياد هو ما يقلق الرئيس وحاشيته؟ لا أظن أن المخابرات العسكرية تتدخل في خيارات الانتخابات الرئاسية، بمفهوم حسم النتيجة لصالح مترشح، بينما قد يكون لها رأي كأن تبلّغ الرئيس بأنه من مصلحة البلاد أن ينسحب ويرحل عن الحكم. هل ترجّح هذا الطرح، بمعنى أن يكون “توفيق” دعا الرئيس إلى الرحيل في هدوء، مما أثار حفيظة جماعة الرئاسة، فهاجمت قائد ال”دي أر أس”؟ ربما. لكن أصرّ على القول إن المخابرات لا يمكنها ولا حتى في أن تفكّر في إجبار الرئيس على الاكتفاء بثلاث عهدات، وإنما قد تقول له من الأفضل عدم الاستمرار في الحكم لمصلحة البلاد. والأكيد أن الرئيس وأفراد حاشيته متخوفون من المحاسبة، وسيحاسبون لا محالة حتى بعد 10 سنوات. السعيد هو المسيّر الفعلي في البلاد، وخصمه اللدود هو المخابرات.أليس هو شقيق الرئيس؟ ألا يسيّر كل شيء بالهاتف؟ الجميع خاضع ومنبطح له، الوزراء والولاة وحتى الشرطة، ما عدا الجيش، ولكن يستثنى من الجيش ڤايد صالح الموالي للرئيس. أجرى رئيس الجمهورية تغييرات في الجيش والمخابرات في سبتمبر الماضي، هل كانت عاكسة لصراع بين الطرفين؟ لا تغييرات ولا هم يحزنون، فمصلحة أمن الجيش كانت ومنذ زمن تابعة لقيادة الأركان. أما في فترة رئاسة لكحل عياط للمخابرات العسكرية، فكانت تحت إشراف الاستعلام والأمن، ثم ألحقها خالد نزار بقيادة الأركان عندما تولى هذا المنصب. ما فعله بوتفليقة ليس شيئا جديدا، ثم إن ضباط المخابرات منسجمون ولا يمكن زرع الفرقة بينهم. الرئيس نزع سلاحا قويا كان في بين يدي الجنرال “توفيق”، هو مصلحة الشرطة القضائية التي تمسك بملفات فساد ثقيلة.. هذا الإجراء لا يعني شيئا مادامت الملفات لازالت بين أيدي ضباط هذه المصلحة.. عندهم كل الملفات. واسمح لي أن أعود إلى كلام عمار سعداني عن وجود عقداء ال«دي أر اس” في الهيئات، فحتى لا ينخدع الرأي العام أقول إن الأمن موجود في كل المؤسسات، سواء ممثلا في عقيد أو ضابط أقل منه في الرتبة، فقاصدي مرباح (قائد المخابرات العسكرية في الثمانينات) كان يشغّل لحساب جهازه مبلّغين وأعوانا وليس ضباطا. وهؤلاء الأعوان كانوا منتشرين حتى في المقاهي، بمعنى أن جهاز الأمن متغلغل في كل المؤسسات وفي كل مكان، وليس شرطا أن يؤدي هذا الدور ضابط برتبة عقيد كما يستشف من حديث سعداني، بل المبلّغ والعون يقوم بالمهمة أفضل من العقيد. إذن أنت ترى أن تلك التغييرات ليست عاكسة لصراع بين الرئيس والمخابرات؟ الرئيس يحاول أن يضعف جهاز الأمن العسكري، ولن يتمكن من تنفيذ مخططه. الرئيس ومحيطه يخافون من المحاسبة، لأنهم يعلمون أن ملفات فساد ثقيلة ضدهم موجودة في هذا الجهاز. ملفات تتحدث عن نهب 37 مليار دولار، وملفات أخرى تتضمن تحويل 12 مليار دولار وقضايا أخرى كثيرة. الرئيس يحاول أن يضعف جهاز الأمن العسكري، ولن يتمكن من تنفيذ مخططه. الرئيس ومحيطه يخافون من المحاسبة، لأنهم يعلمون أن ملفات فساد ثقيلة ضدهم موجودة في هذا الجهاز. ملفات تتحدث عن نهب 37 مليار دولار، وملفات أخرى تتضمن تحويل 12 مليار دولار وقضايا أخرى كثيرة. هل أنت ممن يعتقدون أن فضيحة سوناطراك والأمر الدولي بالقبض على شكيب خليل، كان سببا في المواجهة المباشرة الجارية بين جماعة الرئيس و«توفيق”؟ ربما. شكيب خليل شخص مقرّب من بوتفليقة، ولكن القضية فجّرتها أجهزة قضائية وأجنبية، كندية وايطالية بالأساس، ولم يتم تفجيرها جزائريا. هل يشبه الصراع الجاري حاليا، فترة الصراع التي عشتها أنت في منتصف التسعينات ودفعتك إلى الاستقالة من الجيش؟ كان صراعا من نوع آخر. كان صراعا بين خالد نزار وبلوصيف الذي كان محل ثقة الرئيس الشاذلي بن جديد. وتعرض بلوصيف لمشاكل مفتعلة لإبعاده من المؤسسة العسكرية، وقد نجحوا في ذلك وأدخلوه السجن. واتضحت المؤامرة فيما بعد عندما أصبح نزار قائدا للأركان، ثم عيّنه الشاذلي وزيرا للدفاع بإيعاز من الجنرال العربي بلخير. وقد أزاح نزار، بعدها، العديد من الضباط مثل عطايلية وهجرس وبتشين وعبد المجيد شريف، وتمت إزاحة كمال عبد الرحيم من قيادة الأركان، وكلهم جنرالات، ليبقى نزار وحده هو مصدر القرار في المؤسسة. وفي 1993، وبغرض تهدئة نفوس العسكريين القلقين من تلك التغييرات، تم إحضار اليمين زروال كوزير للدفاع، إذ كان محترما في الجيش، وهدأ الوضع فعلا. ولما انتهت عهدة المجلس الأعلى للدولة نهاية 1993، اشتغل رئيس المجلس علي كافي في كواليس ندوة الوفاق الوطني التي جرت في جانفي 1994 ورشّح زروال ليكون رئيسا للدولة، وكان رأيه حاسما في اختيار زروال رئيسا، وقطع الطريق أمام أشخاص آخرين كانوا مرشحين للمنصب، أفضّل أن لا أذكر أسماءهم. وأثار اختيار زروال رئيسا حقدا دفينا لدى بعض ممن كانوا يرون أنفسهم أهلا لقيادة الدولة، فمارسوا مناورات في الكواليس واستهدفوا زروال عن طريق التهجم على صديقه ومستشاره محمد بتشين، بواسطة نور الدين بوكروح (رئيس حزب التجديد الجزائري آنذاك، وطلّق حزبه وأصبح وزيرا في حكومة بوتفليقة)، مما دفع زروال إلى الهرب (بن حديد يفضّل كلمة الهروب بدل الاستقالة). تنحية توفيق تزرع الفوضى والانقسام داخل الجيش، وبوتفليقة يدرك هذا جيدا، ولو أقال توفيق في الوقت الحاضر سيترك انطباعا قويا بأنه انتقم منه، وسيكون لذلك تبعات لا تحمد عقباها، لذلك لن يقدم على هذه الخطوة. ما رأيك في الدعوة المرفوعة إلى زروال للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة؟ الذين يريدون ذلك يبتغون الاستقرار لمدة معينة، يمكن بعدها إقامة مؤسسات. البلد كما تلاحظون تفتقد لمؤسسات.. المجلس الشعبي الوطني مخرّب ومجلس الأمة مخرّب أيضا، وكلتا الغرفتين وليدة التزوير، وبالتالي منقصتي شرعية.. كل شيء مزوّر بما فيها الانتخابات. هل يمكن الحديث عن وجود مؤسستين فقط قائمتين في البلاد: الجيش بقلبه النابض المخابرات، والرئاسة؟ مؤسسة الدفاع والمخابرات مع قائدها توفيق، هي آخر حصن في البلاد. ورغم أن توفيق كبير في السن، يبقى ركيزة البلاد وضروري أن يبقى في منصبه حتى لا تنزلق البلاد إلى الهاوية. وأغتنم هذه السانحة لدعوة رفاق السلاح إلى المساهمة في تهدئة الأوضاع في البلاد، كما أدعو الضابط الميزابي تريشين رفيق السلاح إلى الاتصال بي للبحث عن طريقة لتهدئة الوضع في غرداية. يجري الحديث حاليا عن صراع بين قيادة الأركان الموالية للرئاسة وجهاز المخابرات، هل هو حقيقة أم مجرّد إشاعة؟ دع عنك هذه التسمية.. لا ينبغي أن تسميها قيادة أركان. هل تسمي ڤايد صالح قائدا لأركان الجيش؟! هذا الشخص عديم المصداقية ولا أحد يحبّه في الجيش، وإنما يخشونه بحكم الصلاحيات التي بين يديه. هل يوجد خلاف بين ڤايد صالح ومحمد مدين؟ توفيق لا يجمعه أي خلاف مع صالح، ولكن من يسمى قائد الأركان هو من يستفز ويهاجم قائد ال”دي أر أس”، وأنا أعرف هذا الشخص جيدا. هل الجيش معرض للانقسام بفعل التطورات الجارية حاليا؟ الجيش منسجم وموحّد. حديثك عن صالح بهذه الطريقة، يدعونا إلى الاعتقاد بأن رئيس الجمهورية عينه نائبا لوزير الدفاع نكاية في “توفيق” وبغرض استفزازه؟ لا شك في ذلك، هذا هو الهدف الأساسي من هذا التعيين، ولكن لن يستطيع كسر شوكة توفيق.. قائد المخابرات عجز عن ترويضه أشخاص أقوى من ڤايد صالح. توفيق ذئب من الذئاب الشرسة ليس من السهل التغلّب عليه. لكن المنصب الذي يوجد فيه صالح يمنحه استعمال القوة المادية إن اقتضت الضرورة... تقصد أن يستعمل القوة ضد توفيق؟ ومن سينحاز معه في هذا الخيار؟ هل تحسب أن ضباطنا أغبياء حتى ينساقون وراء شيء كهذا؟! لا ينبغي أن تسميها قيادة أركان. هل تسمي ڤايد صالح قائدا لأركان الجيش؟! هذا الشخص عديم المصداقية ولا أحد يحبّه في الجيش، وإنما يخشونه بحكم الصلاحيات التي بين يديه. مؤسسة الجيش موجودة في قلب الصراع الدائر حاليا، ألا يؤثر ذلك على نفسية الضباط والجنود؟ الجيش مثل الكثير من الأطراف، طالته الرشوة والفساد.. بعض مسؤوليه تورطوا في الفساد، ولكن ليس بالحجم والخطورة الذي شهدتهما سوناطراك مثلا. ورغم ذلك، لازال محافظا على تماسكه وانسجامه. والمؤسسة العسكرية في الحقيقة، صورة مصغّرة عما يجري في البلاد. هي صورة للجامعة عرف التكوين فيها ضعفا. هل توافق الطرح الذي يقول إن المواجهة بين الطرفين، مؤشر على نهاية تعايش سلمي دام 15 سنة؟ بل أقول إن الأمر يتعلق بنهاية جيل، نهاية حكم.. جيلنا انتهى. هل تعتقد أن بوتفليقة عازم على إحالة توفيق على التقاعد؟ الرغبة موجودة وأكيدة. هل سيفعلها لو فاز بعهدة رابعة؟ لا أعتقد بوجود شيء اسمه عهدة رابعة، الرجل مريض ولا يقوى على أعباء الحكم.ولكن الموالين له يتحركون في كل الاتجاهات، ويحلفون بأغلظ الأيمان بأنه سيترشح.. ما يفعله هؤلاء عبث. الانبطاح الذي يميز تصرفات بعض الوزراء والمنظمات عبث. بما أن الرئيس عاجز بدنيا كما تقول، هل يمكن تصوّر أن شقيقه السعيد هو من يسيّر البلاد حاليا؟ السعيد هو المسيّر الفعلي في البلاد، وخصمه اللدود هو المخابرات. هل يعقل أن يمنح السعيد كل هذا الهيلمان؟ أليس هو شقيق الرئيس؟ ألا يسيّر كل شيء بالهاتف؟ الجميع خاضع ومنبطح له، الوزراء والولاة وحتى الشرطة، ما عدا الجيش، ولكن يستثنى من الجيش ڤايد صالح الموالي للرئيس. تقصد أن ڤايد صالح الشخص هو من يقف مع الرئيس ضد المخابرات، وليس هيئة أركان الجيش؟ ينبغي أن نفرّق بين صالح وأركان الجيش، فهذا الشخص لا وزن له. ما ينبغي أن تعرفه أن نفسية الانضباط العسكري متحكمة في أفراد الجيش، بمعنى أنهم مجبرون على تنفيذ أوامر ڤايد صالح. ولكن عندما يصل الأمر إلى المساس باستقرار البلاد، فلن يجد في الجيش من يدعمه. بما أن الحساسيات والضرب تحت الحزام وصل إلى هذا الحد، كيف استطاع المعسكران التعايش طيلة 15 سنة؟ توفيق لم يعارض ترشح بوتفليقة في 2004 و2009، ولن يقف ضده إذا أراد رابعة وحتى خامسة، هو لا يهمه أن يستمر بوتفليقة في الحكم. إذا كان توفيق مصدر إزعاج وقلق للرئيس إلى درجة أن يدفع بعمار سعداني وڤايد صالح إلى التحرش به لإضعافه، فما الذي يمنعه من استعمال صلاحياته كوزير للدفاع، فيخلعه بمرسوم رئاسي؟ الأمر ليس بهذه البساطة. القضية ليست بهذه السهولة. تقصد أن توفيق يملك ملفات تهدد الرئيس وجماعته؟ تنحية توفيق تزرع الفوضى والانقسام داخل الجيش، وبوتفليقة يدرك هذا جيدا، ولو أقال توفيق في الوقت الحاضر سيترك انطباعا قويا بأنه انتقم منه، وسيكون لذلك تبعات لا تحمد عقباها، لذلك لن يقدم على هذه الخطوة. كيف تتوقّع نهاية هذا الاقتتال بين الطرفين؟ الهجومات التي تأتي من الرئاسة، لا حدث بالنسبة للمخابرات. المعلومات تفيد بأن توفيق مضطرب من هجومات جماعة الرئيس.. ليس صحيحا. أنا أعرفه، هو شخص لا يمكن زعزعته بسهولة. هو الآن متأكد بأنها حملة عابرة.