دافع الأستاذ لكحل الشيخ الذي تناول فكر البشير الإبراهيمي كنموذج للمثقف الجزائري، عن موقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ذات التوجه الإصلاحي وعن روادها، من بينهم الشيخ البشير الإبراهيمي، من مساندتهم للثورة التحريرية، ووصف ما قاله أحمد بن بلة وعلي كافي بأنه لم يصفق لاندلاع الثورة ب”غير الصحيح، وأن الإبراهيمي كان من أول المباركين لها وسعى لنشرها في كل البلاد التي حل بها”. وقال الأستاذ لكحل الشيخ، خلال أشغال الملتقى الدولي حول ”المثقف والثورة: الواقع والرهانات” الذي انتظم بجامعة ڤالمة نهاية الأسبوع، إن موقف الشيخ الإبراهيمي من الثورة كان واضحا ومنذ منتصف شهر نوفمبر 1954، حيث كان يعتقد أن ”مصالي الحاج” وراء تفجير الثورة في البداية، وعندما علم أن جبهة التحرير الوطني فجّرت الثورة لم يعارض ذلك، عكس ما قاله أحمد بن بلة من أن الإبراهيمي عارض الثورة، وكذلك علي كافي الذي قال إن جمعية العلماء المسلمين لم تصفق للثورة، بينما أبو القاسم سعد الله قال عنه ”إن هناك من كان ثوريا ولم يحمل السلاح مثل الإبراهيمي الذي لم يبخل بشيء بفكره وقلمه عن الثورة”. من جهته، تناول الدكتور محمد السعيد قاصري تجربة الإعلامي ”عبد القادر نور” كنموذج للمثقف الجزائري، وتحدث عن مساره في النشاط السياسي بالقاهرة وعمله في المجال الإعلامي بإذاعة ”صوت العرب”، قبل أن يعود إلى الوطن ليشرف على الإذاعة الجزائرية لمدى ثلاثين سنة. فيما تحدث الأستاذ بهتان عبد القادر عن التعذيب والقمع الاستعماري في نصوص فرانز فانون، وقال إن التعذيب كان سلاحا في مواجهة ثقافة ”الأهالي”. وسلط باحثون الضوء على كوكبة من المثقفين في العالم العربي والإسلامي والغربي، منهم عبد الرحمان الكواكبي، فرانز فانون، الشيخ زهير الزاهري، المؤرخ يحيى بوعزيز، مفدي زكرياء، مولود قاسم نايت بلقاسم ومالك بن نبي، مع تخصيص حيز للحديث عن شيخ المؤرخين أبو القاسم سعد الله.