قررت جمعية حماية المستهلك مراسلة مصالح الأمن لتشديد الرقابة على شاحنات التبريد تبعا للتجاوزات المسجلة مؤخرا، حيث لا يتم احترام سلسلة التبريد ولا أدنى شروط التخزين والنقل، تماما مثلما يحصل مع المياه المعدنية التي يتم تعريضها لأشعة الشمس حسبها، ما يهدد صحة المستهلك، حيث يتحول الماء إلى سم قاتل بعد ذوبان البلاستيك. شرعت جمعية حماية المستهلك في التحضير لموسم الصيف من خلال قافلة وطنية للتحسيس بمخاطر التسممات الغذائية التي من المزمع انطلاقها شهر جوان المقبل لدق ناقوس الخطر، حول ضرورة التحلي بالحيطة والحذر فيما يخص اقتناء مختلف أنواع المأكولات والمشروبات التي يكثر عليها الطلب في فصل الحر. وقال رئيس الجمعية زكي احريز ل “الخبر” في هذا الإطار، إن التنظيم الذي يمثله يركز على عمليات التحسيس كوسيلة أنجع لحماية المستهلك من مختلف التجاوزات التي تهدد صحته وتعرضها للخطر، مشيرا إلى أن الجمعية بصدد توجيه مراسلة إلى مصالح الأمن المختصة لتشديد الرقابة على شاحنات نقل المواد الغذائية، وتطبيق إجراءات أكثر صرامة لردع المخالفين. وستركز مراسلة الجمعية، حسب محدثنا، على شاحنات التبريد التي فاقت تجاوزات كل الحدود، فهي مركبات من المفروض أن تتوفر على جميع شروط النقل الصحي والسليم لمواد سريعة التلف، كونها موجهة لمواد غذائية يكثر عليها الطلب في فصل الصيف، لكنها في نفس الوقت يمكن أن تتحول إلى مصدر خطر على صحة المستهلك في حال عدم مراقبتها. وأشار احريز إلى مختلف أنواع المواد الغذائية واللحوم ومشتقات الحليب وكذا جميع أنواع المشروبات والمياه المعدنية، فأغلبية أصحاب شاحنات التبريد الذين تضاعف عددهم في الفترة الأخيرة بعد أن تحول هذا الاختصاص إلى تجارة مربحة، لا يحترمون سلسلة التبريد، ويخالفون أدنى شروط التخزين والنقل، دون أن تتم متابعتهم أو معاقبتهم. وخص رئيس الجمعية المياه المعدنية كونها تترأس قائمة المواد الأكثر تسويقا في فصل الصيف، وقال إنه يتم نقلها في ظروف مخالفة تماما لشروط الصحة والسلامة، فالعديد من أصحاب شاحنات التبريد، وبعد حصولهم على رخصة لنقل هذا النوع من السلع، أصبحوا يستعملون شاحنات عادية لا تتوفر على سلسلة التبريد، وتعرض بذلك القارورات إلى أشعة الشمس، ما يتسبب في ذوبان البلاستيك واختلاطه بالمياه، لتتحول المياه المعدنية التي ارتفع سعرها مؤخرا إلى سم قاتل يقتنيه المواطن دون أن يعرف ظروف وصوله إليه. وفي هذا الإطار بالذات، طالبت جمعية حماية المستهلك أجهزة الأمن المختصة بتمكين رجال الشرطة والدرك الموجودين على مستوى الحواجز الأمنية، من وسائل تمكنهم من مراقبة شاحنات نقل المواد الغذائية وكذا شاحنات التبريد، للتحقق من مدى مطابقتها لسلسلة التبريد، لإحكام السيطرة على أصحابها وتضييق الخناق على المخالفين.