اعتبر المنتج والمخرج بشير درايس أن مشكلة السينما الجزائرية لا تكمن في غياب الإمكانات والميزانية، وإنما في “سوء تسيير القائمين على قطاع الثقافة في الجزائر”، داعيا الوزيرة الجديدة نادية شيرابي إلى الاستفادة من “أخطاء الوزيرة السابقة”. وفق مبدأ “التكوين مقابل الحصول على الدعم المالي” بشير درايس يدعو إلى مراجعة برنامج إنتاج الأفلام قال المخرج بشير درايس إن اللوم الكبير يقع على المسؤولين الذين تم تكليفهم خلال ال15 سنة الماضية ببرنامج السينما في الجزائر، والذين لم يهتموا بجانب “تكوين الإطارات السينمائية”، واكتفوا بفتح المجال أمام “استنزاف أموال وزارة الثقافة في أعمال لا علاقة لها بالجزائر”. وأضاف درايس أن خارطة تمويل مشاريع الأفلام مستقبلا يجب أن “تخضع إلى بند التكوين من خلال إلزام جميع المخرجين الذين يستفيدون من أموال وزارة الثقافة من أجل إنتاج أفلام سينمائية، بضرورة السماح لعدد من السينمائيين الجزائريين بمرافقة فريق عمل الفيلم، كنوع من الدورة التكوينية مع المحترفين الذين يتم الاستعانة بهم لإنتاج الأفلام”. فحسب بشير درايس، فإن هذه الطريقة كفيلة بتجاوز “عقدة التكوين في الجزائر وتؤسس لجيل سينمائي جزائري ذي خبرة”. البيروقراطية تعبث بالإنتاج السينمائي بدا المنتج بشير درايس الذي يواجه صعوبات إدارية “عويصة” منذ حوالي أربع سنوات من أجل إخراج فيلم العربي بن مهيدي، جد مستاء من سيطرة الإدارة في وزارة الثقافة على الإنتاج السينمائي، كما قال درايس إن وزارة الثقافة نجحت في جلب الأموال خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة، لكنها فشلت في توزيعها بطريقة مهنية تخدم الإنتاج السينمائي الجزائري، وقال: “الأموال وحدها لا تحل المشكل في النهاية في حال تم إسناد مهمة تسييرها إلى الإدارة وغير المتخصصين”. وهذه السياسة، حسب بشير درايس، كسرت الإبداع وحطمت الإنتاج السينمائي. كما قال: “لدينا إمكانات في الجزائر، ولكن للأسف ليس لدينا المعرفة”. واستغرب بشير درايس غياب فضاءات النقاش السينمائي، وعدم وجود مجالات متخصصة في السينما، وقال إن الدولة تمارس سياسة إقصاء المتخصصين، ما أثر على فضاءات التواصل. واعتبر درايس أن المسؤولين القائمين على مجال السينما في الجزائر “قاموا بأدوار جد سلبية” من ناحية التسيير. دعا إلى تشجيع حلقات التواصل بين الأدباء والمخرجين ميهوبي: السيناريست الجيد لا بد أن يكون قارئا جيدا قال الكاتب والسيناريست عز الدين ميهوبي إن كاتب السيناريو يحتاج إلى أن يكون قارئا جيّدا في جميع المجالات، مشيرا إلى أن الجزائر أنجبت خلال السنوات الأخيرة أعمالا أدبية هامة يمكن اقتباسها سينمائيا، وهو الأمر الذي يحتاج إلى توسيع حلقة التواصل بين المختصين في مجال السينما والأدب. واعتبر الوزير السابق ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن حل أزمة السينما في الجزائر بحاجة إلى “إنشاء هيئة مستقلة تتمتع بمجلس علمي يقوم بالتأسيس للسينما الوطنية”. وقال السيناريت عز الدين ميهوبي إن الجزائر مطالبة اليوم بإعادة تنظيم السينما الجزائرية من خلال مراجعة كل الاختلالات التي واجهتها ورد الاعتبار للسينمائيين الكبار ومنح الأمل للسينمائيين الصاعدين، ودعا إلى ضبط إيقاع السينما الجزائرية وفق إستراتيجية تتكفل باختيار وتمويل أهم الأعمال السينمائية، تركز بالأساس على التكوين باعتباره القاعدة الأساسية لصناعة السينما. في ذات السياق، يرى سيناريست فيلم “زبانة” أن هناك ضرورة ملحة اليوم للعودة إلى المهرجانات العالمية، مشيرا إلى أن هذه العملية بحاجة إلى “حل مشكلة قاعات السينما” وتشجيع الخواص على الاستثمار في بناء “استوديوهات سينمائية” وإقامة مشاريع سينمائية مع الدول المتقدمة سينمائيا. كما اعتبر الكاتب عز الدين مهيوبي أن الخروج من “حالة الركود” التي تعيشها الساحة السينمائية في الجزائر بحاجة ماسة لتشجيع حلقات التواصل بين الأدباء والسينمائيين، وإعادة النظر في أطر التكوين في المعاهد المتخصصة. خمس نقاط لإنقاذ السينما الجزائرية: إنشاء هيئة وطنية للسينما المستقلة وتأسيس بنك للسيناريو. فتح دوائر التوزيع السينمائي على الخواص. توسيع دوائر التكوين من خلال تنظيم ورشات للسيناريو والإخراج والتمثيل بشكل دائم في مختلف ولايات الجزائر. محاسبة المنتجين الذين استفادوا من أموال الدولة لإنتاج أفلام دون المستوى. دخول لعبة المهرجانات الكبرى يتطلب إستراتيجية إعلامية، سياسة فنية وتاريخية.