انتهت، أول أمس، بقسنطينة رحلة الشاب جون مارسال باريتو، المدعو عبد الله، المقيم بكاليدونيا الجديدة الذي زار عددا من المدن الجزائرية منها ولاية بسكرة بحثا عن جذور أجداده من عرش البوازيد بمنطقة الدوسن، بعقد قرانه من فتاة تقطن بمدينة قسنطينة، حيث أقيم حفل الزواج وعاد بها إلى كاليدونيا الجديدة. أفاد الأستاذ الباحث مصطفى التاوتي الذي أكمل مهمة والده الحاج الصديق في البحث عن الجزائريين المقيمين في كاليدونيا الجديدة، أن الشاب عبد الله الذي حل بولاية بسكرة في أكتوبر الماضي من أجل البحث عن جذور أجداده من عرش البوازيد الذين نفتهم فرنسا الاستعمارية بعد ثورة العامري، قد استكمل جميع وثائقه وتمكن من عقد قرانه على فتاة تدعى لعور خندودة، التي تشتغل كمعلمة من قسنطينة بعد رحلة طويلة مع الأوراق الثبوتية بالنظر إلى الصعوبة التي صادفته في استخراجها، انطلاقا من أنه من أصول جزائرية شرد أجداده إلى كاليدونيا الجديدة، حيث وضع الملف لدى الجهات المعنية أربع مرات، لكن التحقيق الأمني كان سلبيا في كل مرة. وبفضل الخيّرين، يضيف الأستاذ مصطفى التاوتي، تمكن عبد الله من الحصول على الموافقة لعقد قرانه والسفر رفقة زوجته إلى موطنه الثاني كاليدونيا. وينتظر أن تقوم الزوجة المعلمة بتدريس الجزائريين هناك اللغة العربية. علما أن والد عبد الله مؤذن مسجد في المدينة التي يقطنها. وللإشارة، فإن “الخبر” كانت قد سلطت الضوء في عدد العاشر من أكتوبر من العام الماضي على ملف “جزائريو كاليدونيا، من كاليدونيا إلى بسكرة... قصة البحث عن الجذور والهوية”، حيث تناولت قصة هذا الشاب الذي حل ببلديتي لغروس والدوسن بحثا عن أجداده ودليله شهادة وفاة جده الحاج أحمد بن سالم التي تؤشر أنه من مواليد ولاية بسكرة. وانطلاقا من تمسك عبد الله بوطنه الجزائر فقد كانت له محاولات تعارف عبر وسائل الاتصال الإلكترونية فقادته الظروف إلى التعرف على فتاة من قسنطينة سنة 2008 لكن بسبب تعقيدات الوثائق بحكم أنه من كاليدونيا التي تخضع للسيطرة الفرنسية، وافتقاره لما يثبت أنه جزائري، فقد تعطل زواجهما إلى أن لاحت بشائر الخير لتنتهي القصة بالزواج.