ستكون مباراة 17 جوان بملعب بيلو أوريزانتي بين الجزائروبلجيكا في افتتاح مباريات المجموعة الثامنة، تكتيكية أكثر منها شيئا آخر، وهو ما يفسر الحرب الكلامية القائمة بين المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش والبلجيكي مارك ويلموتس، قبل أقل من 48 ساعة عن موعد الحسم. الحرب النفسية بين حاليلوزيتش وويلموتس، بدأت بمجرد وصول المنتخبين الجزائري والبلجيكي إلى الأراضي البرازيلية، حيث يراقب الطرفان بعضهما البعض عن قرب، رغم بعد المسافة بين إقامة ”الخضر” بسوروكابا وإقامة ”الشياطين الحمر” في مدينة موغي داس كرويزس (200 كلم). بعد المسافة لم يمنع التقنيين حاليلوزيتش وويلموتس من التأكيد خلال خرجاتهما الإعلامية أنهما يملكان كافة المعلومات عن بعضهما البعض، والأكثر من هذا قال حاليلوزيتش أول أمس إنه يتابع ”كل صغيرة وكبيرة تخص المنتخب البلجيكي”، مضيفا ”المنتخب الوطني سيسعى جاهدا لتعقيد حياة البلجيكيين يوم 17 جوان”. المدرب البلجيكي رد على حاليلوزيتش عن طريق الصحافة البلجيكية، بالقول ”شرّحت طريقة لعب المنتخب الجزائري وأنتظر فقط التعرف على طريقة لعب المنافس، لتوظيف الخطة المناسبة للفوز بالمقابلة”، وهو ما يوحي أن ويلموتس لديه أعين في سوروكابا ولديه مصادره التي تموله بالمعلومات الخاصة بالمنتخب الوطني. الملفت للانتباه، أن كلا من حاليلوزيتش وويلموتس يدركان أنهما يراقبان بطريقة محكمة، إلا أنهما يحاولان بكل ما لديهما من قوة للإبقاء على أوراقهما غير مكشوفة، لمباغتة بعضهما البعض يوم 17 جوان فوق الميدان، وهو ما يفسر رفضهما لأي كان حضور الحصص التدريبية المغلقة، بدليل أن حاليلوزيتش طلب أول أمس من الجميع، بمن فيهم الإداريين، مغادرة مكان إقامة الحصة التدريبية حتى لا تتسرب أي معلومة للطرف الآخر، وهو السيناريو نفسه الذي قام به المدرب ويلموتس، عندما برمج مباراة تطبيقية لتعويض المباراة الودية التي كانت مقررة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كلف الطاقم الأمني المتواجد بفندق غولف اند روسور، بمنع أي شخص مهما كان، التقرب من مساحة التدرب، حتى على بعد كيلومتر واحد، وهو ما أكده ل ”الخبر ” أحد الصحفيين البلجيكيين. وقد اعتمد كل من حاليلوزيتش البالغ من العمر 62 سنة وويلموتس صاحب ال45 ربيعا فقط، على معاينة أشرطة فيديو للمباريات الرسمية والودية التي لعبها المنتخبان على مدار قرابة سنة، حيث وقفا على نقاط قوة وضعف التشكيلتين، وهو ما صرح به المدرب البلجيكي مارك ويلموتس الذي قال خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر إقامة بلجيكا والتي حضرتها ”الخبر” ”اعتمدت في تشريحي للمنتخب الجزائري على لجنة معاينة مكونة من العديد من التقنيين الذين منحوني كافة المعلومات الخاصة بالتشكيلة الجزائرية عامة، وتقارير فردية لكل لاعب جزائري على حدة”. وبدوره، أعاد المدرب حاليلوزيتش مشاهدة كل مباريات المنتخب البلجيكي، لاسيما مبارياته التصفوية المؤهلة للمونديال وكذا مباراته الأخيرة أمام تونس، وهي المباراة التي تبقى مجرد ”بروفة” لطريقة لعب المنتخب البلجيكي. ويحاول حاليلوزيتش وويلموتس، صاحبا النزعة الهجومية (لعبا في مشوارهما الكروي قبل التدريبي، في مناصب هجومية)، عدم البقاء في وضعية الدفاع خلال هذا الحوار المتبادل عن بعد، باستعمال لغة التحدي والثقة في النفس لإرباك المنافس، وهو ما يفسر تصريح ويلموتس الذي قال ”رغم أنني درست طريقة لعب المنتخب الجزائري، إلا أن الجزائر لا تهمني، بقدر ما يهمني منتخبي”. اللغة نفسها استعملها التقني البوسني، حينما قال مخاطبا الصحافة الجزائرية والعالمية ”أدرك جيدا ما أقوم به.. وسترون”. صحيح أن يوم 17 جوان ببيلوأوريزانتي، سيكرم حاليلوزيتش وويلموتس أو يهانان، لكن الأكيد أن كلا من البوسني، الذي لم يعش من قبل أجواء المونديال كلاعب أو مدرب، وويلموتس الذي تذوق طعم المونديال كلاعب في 2002، يملكان أسلحتهما ”الفتاكة” في هذا الحوار التكتيكي، وسيتم توظيفها في الوقت المناسب، لأن المباراة الأولى مهمة لافتتاح المونديال البرازيلي بنتيجة إيجابية تسمح لهما بتحقيق حلمهما.