يواجه، اليوم، المنتخب الوطني لكرة القدم، نظيره الكوري الجنوبي، بملعب باييرا ريو، بمدينة بورتو أليغري بالبرازيل، في ثاني مباراة ل”الخضر” في مونديال البرازيل، وهي المباراة التي يتوجب على رفاق فيغولي الظفر بنقاطها، إذا أرادوا الإبقاء على حظوظهم قائمة للظفر بورقة التأهل من المجموعة الثامنة. لا خيار للتشكيلة الوطنية، اليوم، بملعب باييرا ريو ببورتو أليغري، إلا الفوز ولا بديل عنه، للبقاء في سباق كسب تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني من هذا العرس الكروي العالمي الذي شهد مفاجآت كبيرة، أهمها الخروج المبكر لحامل التاج المنتخب الاسباني بعد خسارتين متتاليتين. فرصة محو طريقة اللعب السلبي المنتخب الوطني الذي انهزم في مباراته الأولى أمام بلجيكا بطريقة أثارت سخط المتتبعين، لرفضه المغامرة في الهجوم طيلة ال90 دقيقة واعتماده على الدفاع بنسبة مائة في مائة، مطالب اليوم أمام كوريا الجنوبية بتغيير منهجيته التكتيكية وحتى النفسية، لأن ورقة التأهل تحتاج إلى خطة نصل بها إلى شباك الحارس الكوري، وإتباع أيضا طريقة دفاعية نحفظ بها في الوقت نفسه شباك الحارس مبولحي الذي عان الأمرّين في المباراة الأولى بسبب تكتل “الخضر” في المنطقة وسماحهم لرفاق هازارد بشن ما لا يقل عن 34 هجمة، مقابل هجمة وحيدة للمنتخب الوطني الذي جاء على إثرها هدف فيغولي عن طريق ضربة جزاء. أخر الأخبار التي وصلتنا من فندق “دو فيل”، مقر إقامة المنتخب الوطني بمدينة بورتو أليغري التي تبعد عن ساو باولو بحوالي 750 كلم، كشفت لنا أن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش غيّر من خطابه للاعبين وطالبهم باعتماد خطة هجومية، لاسيما وأن المدرب قام بتغييرات كثيرة على التشكيلة التي ستواجه منتخب كوريا الجنوبية بنسبة 60 في المائة، مما كانت عليه في مباراة بلجيكا. وإذا تجسدت هذه الأخبار على أرض الواقع اليوم، فإنه يمكن القول إن التقني البوسني اختار المغامرة، لأنه من غير المعقول أن تغير التشكيلة من مباراة لأخرى، بمثل هذه النسبة، هذا ناهيك عن نفسية اللاعبين الذين سيضعهم في كرسي الاحتياط، إذ من الصعب تسيير كرسي الاحتياط في هذه الحالة، خاصة وأن اللاعبين، حسب المتتبعين، لا ذنب لهم في مباراة بلجيكا، والمسؤولية التقنية يتحمّلها المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش. كوريا الجنوبية ليست بلجيكا الجانب النفسي هو الآخر مهم في مثل هذه المقابلة، لاسيما بعد الخروج من هزيمة قاسية أمام بلجيكا، وهو ما تفطن له رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الذي قاطع في بداية الأمر التشكيلة ولم يسأل عنها بعد هزيمة المواجهة الأولى خلال 48 ساعة، قبل أن يتدارك الوضع ويستقبل رفاق مصباح في مطار بورتو أليغري لحظة وصولهم، كما أنه متواجد حاليا معهم في الفندق نفسه “دو فيل”. وبالرغم من آثار الهزيمة التي كانت بادية على ملامح اللاعبين في اليوم الموالي لمباراة بلجيكا، إلا أن “الخضر” يبدو أنهم تجاوزوا المحنة، بفضل جهود الطاقم الفني وكذا القائد مجيد بوڤرة الذي تحدث مع اللاعبين وطالبهم بضرورة التدارك أمام كوريا الجنوبية، خاصة وأن منافس اليوم ليس بنفس “ثقل” بلجيكا التي تعد من أحسن المنتخبات العالمية في الوقت الحالي. مهمة الحارس مبولحي لن تكون سهلة اليوم، لكن ليست بالمستحيلة، أمام منتخب كوري جنوبي تعادل في مباراته الأولى أمام روسيا، وهو التعادل الذي غذى حديث الصحافة الكورية التي لم تتجرع كسب منتخب بلادها نقطة وحيدة، وطالبت تشكيلة المدرب هونغ ميونغ بو، بضرورة الفوز أمام الجزائر. المنتخب الكوري الجنوبي الذي لم يسجل في مبارياته الست الأخيرة الودية والرسمية إلا هدفين، له من الإمكانات ما يؤهله للفوز بالمقابلة بفضل التغييرات التي سيجريها على تشكيلته، لاسيما في محور الدفاع ووسط الميدان، كما أفادنا به أحد الصحفيين الكوريين المتواجدين هنا بالبرازيل. كما أنه يملك لاعبين، وحسب ما شاهدناه في اللقاء أمام روسيا، يمتازون بالخفة والسرعة وقوة التحمّل، وهو ما بدا جليا في نصف الساعة الأخير في المواجهة أمام تشكيلة كابيلو. ومهما قيل عن مباراة اليوم التي سيديرها الحكم الكولومبي ويلمان رولدان، فإن التشكيلة الوطنية مطالبة باللعب دون عقدة، وبروح الفوز إذا ما أرادت تأجيل رحلة عودتها إلى الجزائر. كما أنه لا عذر للمدرب الوطني اليوم، لأن المقابلة ستلعب في جو معتدل، حتى بارد في بعض الأحيان، على عكس المباراة الأولى التي قال عنها التقني البوسني إنها لعبت في جو حار لم يسمح للاعبيه بالاسترجاع.