تجمهر أمس عشرات المواطنين الإباضيين القادمين من ولايات الوسط أمام دار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، للاحتجاج على سياسة الحكومة المنتهجة في غرداية والتي قالوا إنها ترقيعية ولا تحمي أرواح عائلاتهم وممتلكاتها ولا تحاسب المسؤولين عن جرائم القتل والتخريب والاعتداءات المتكررة التي لا تنقطع في المنطقة منذ أزيد من 6 أشهر! ”حسبنا الله ونعم الوكيل.. غرداية تحترق”، ”حضارة 14 قرنا تدمر وأنتم غافلون”، ”أرواح أزهقت، منازل أحرقت، وممتلكات سرقت والمجرمون طلقاء.. أين العدالة؟”، ”نطالب بمحاسبة المسؤولين الفاشلين في إدارة أزمة 6 أشهر”، ”لحساب من يعمل السفاحون؟”، كانت هذه وأخرى شعارات رفعها عشرات الميزابيين القادمين من ولايات الوسط كالبليدة وأمام دار الصحافة. وتجمع المعنيون منذ الساعة العاشرة صباحا في وقفة احتجاجية سلمية للتنديد بتعفن الوضع الأمني في غرداية، مطالبين الحكومة بتدخل عاجل في المنطقة من أجل إخماد النار المشتعلة، حيث أبدوا ل ”الخبر” استياءهم من ”الحلول الترقيعية التي تنتهجها الحكومة عبر زيارات مختلف المسؤولين الذين يكتفون بإطلاق الوعود فقط”، متسائلين عن المستفيد من تعفن الوضع الأمني في غرداية، كما وصلوا إلى التشكيك في كون الأحداث المتواصلة منذ نهاية السنة الماضية عفوية، وقالوا إنها قد تصب في حساب جهة معينة. وذكر المواطن الحاج إبراهيم دودو ل ”الخبر” أن الوضع يزداد خطورة يوما بعد يوم، خاصة مع تسجيل خسائر في الأرواح والممتلكات، واحتقان يصعب التحكم فيه، وعليه ”وجب التدخل السريع والجاد من طرف الدولة ممثلة في مختلف سلطانها الأمنية والسياسية”، فيما قال إبراهيم الواهج ”حتى الإباضيون الذين أحرقت منازلهم ودمرت محلاتهم يُمنعون اليوم من تفقدها”، متسائلا حول ”السر وراء تدخل عناصر الأمن لتمنعهم من تفقد ممتلكاتهم”، وقال الناشط والإعلامي سليمان أبو الربيع الجزائري إن ”الإنزال الحكومي في غرداية منذ بداية الأحداث لا حدث”، وأوضح أن ”الجرائم في حق الإباضيين لا تزال متواصلة”، وأبدى المتحدث تخوفه من ”انفجار وشيك قادم من غرداية”، وقال إنه لا حضور قوي للأمن والعدالة، كما خاطب الوزير الأول عبد المالك سلال قائلا ”يا سلال كفانا تزييفا للحقائق”، وقال إن الأشخاص الذين يدفعونهم لرفع مطالب انفصالية لن ينجحوا في مسعاهم”. ودامت الوقفة الاحتجاجية أمام دار الصحافة أكثر من ساعة أطلق خلالها المحتجون شعارات مناهضة ”للعنف وانعدام الأمن وعدم التدخل الجاد من طرف الحكومة والسلطات الأمنية في احتواء الوضع”، وبقيت الوقفة سلمية إلى غاية تفرق المجتمعين. إلغاء تجمع وهران ألغي التجمع الذي كان من المفروض أن ينظمه المواطنون المنحدرون من غرداية في مدينة وهران تزامنا مع تجمع الجزائر العاصمة، في آخر لحظة. وذكر مواطنون كانوا في قلب التحضيرات لهذا الحدث أنهم قرروا في آخر لحظة إلغاء التجمع، رغم أن أعدادا كبيرة من المواطنين والجمعيات المتعاطفة مع الميزابيين في وهران كانت قد قررت المشاركة في هذا التجمع. ولم يقدم المنظمون تبريرات لهذا الإلغاء، لكن يعتقد أن له علاقة بمسائل تنظيمية قانونية.