تزخر الزّاوية التجانية بعين ماضي في الأغواط بتاريخ عريق جعلها مصدر إشعاع ديني وقطب صوفي للمرتادين من مختلف مناطق الوطن والعالم، على مدار أيّام السنة. يعود تأسيس الزّاوية التجانية لمؤسّس الطّريقة التجانية الشيخ أحمد التجاني المولود سنة 1737م الموافق لسنة 1150ه بدار سيّدي بلقاسم في القصر القديم بعين ماضي في الأغواط، والّذي أنشأ هذه الطّريقة سنة 1782م بخلوته في بوسمغون بالبيض بانتهاج طريقة في الذِّكر وتلقين الاستغفار والصّلاة على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم. وتستقطب هذه الزّاوية العديد من المريدين والأتباع وكذا الزوّار من داخل الوطن وخارجه بانتشار هذه الطّريقة في أغلب دول العالم لاسيما الإفريقية منها والآسيوية، ولتساهم في حلّ العديد من الخلافات والقضايا وضمان استقرار المجتمع بفضل ترقية التّربية الدّينية وتجسيد قيم التّكافل والتّضامن داخل المجتمع وإصلاح ذات البين وفتح أبوابها للمحتاجين والفقراء، الأمر الّذي ضاعف من انتشارها وتزايد أتباعها وزوارها، وتحوّلها إلى مزار هؤلاء الوافدين من مختلف مناطق الوطن لزيارة معالمها وكذا الأجانب القادمين من العديد من الدول الإفريقية، خصوصًا أنّ الطّريقة باتت منتشرة عبر كلّ قارات العالم. تضمّ الزّاوية التجانية فروعًا ومقدّمين لها بعدّة دول، وتحصي ما يقارب 500 مليون مسلم من المنتسبين إليها، لتتحوّل إلى قطب صوفي في الجزائر والدول المغاربية والإسلامية ونموذج في العبادة وتلقين الدّين والتعلّق بالله عزّ وجلّ، الأمر الّذي جعلها مصدر إشعاع ديني وعاصمة للخلافة التجانية الّتي اتّخذت مقرّها بعين ماضي، والّتي تسعى لتفعيل نشاطها في عهد الخليفة الثاني عشر التجاني عليّ المدعو بلعرابي بإنجاز مدرسة قرآنية تستقطب 250 طالب تضاف لمعهد تكوين الإطارات الدّينية بالمنطقة ذاتها.