تشهد مصالح الاستعجالات لكبرى مستشفيات الوطن إقبالا لحالات خطيرة لشباب تعرضوا لجروح، سواء بالخناجر إثر الشجارات اليومية التي تعرفها أيام رمضان، أو بسبب حوادث المرور التي تتسبب فيها السرعة المفرطة قبيل الإفطار، حسبما أكده البروفيسور محمد ڤرينيك، رئيس مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، مما يجعل التحكم في الوضع صعبا، خاصة مع وصول تلك الحالات في وقت واحد. عرفت مظاهر العنف تصاعدا في الوتيرة، خلال شهر رمضان، خاصة على مستوى بعض الأحياء الشعبية المعروفة التي تشهد المشادات فيها استعمال الخناجر والسيوف، ودليل ذلك ما تسجله يوميا مصالح الاستعجالات قبيل الإفطار من حالات، ناهيك عن ضحايا حوادث المرور. يقول البروفيسور محمد ڤرينيك، رئيس مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، معلقا على هذه الظاهرة، إنها تتكرر خلال شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا ملحوظا لمختلف أشكال العنف، وإن معدل الحالات لا يقل عن الخمسة يوميا، ناهيك عن ضحايا حوادث المرور التي تكون السرعة التي ينتهجها السائقون قبيل الإفطار سببا فيها. وبشأن الظاهرة، تقول لارباس كلثوم رئيسة وحدة الجراحة بمصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، إنهم يستقبلون يوميا ثلاث إلى خمس حالات عنف تستعمل فيها الآلات الحادة التي كثيرا ما تؤدي بالضحية إلى الموت، مشيرة إلى أن السيوف والخناجر هي الآلات المستعملة وأنه “غالبا ما يصل الضحايا المستشفى والآلات مغروسة في أجسادهم”، تقول محدثتنا، مستشهدة بحالة تم استقبالها منذ أسبوع، ضحيتها شاب تلقى طعنة قاتلة بسيف اخترق بطنه وخرج من ظهره. وتضيف المتحدثة أن مصلحة الجراحة الصدرية، وهي إحدى المصالح الست التي تحويها استعجالات المستشفى، هي التي تتولى استقبال المرضى بشكل ملحوظ، كون الضربات المسجلة بالخنجر أو أي آلة حادة تكون عادة على مستوى الصدر، في حين توجه الحالات المسجلة على مستوى البطن إلى مصلحة الجراحة العامة، مشيرة إلى أنه عادة ما ينجح الفريق الطبي في إنقاذ حياة من تلقوا الضربات عبر مختلف أنحاء الجسم، خاصة إذا لم تكن عميقة، في حين تكون ضربات القلب قاتلة على العموم. من جهته، قال أحد القائمين على مصلحة الاستعجالات إن ما تشهده عديد الأحياء الشعبية مثل بلكور، باب الوادي وباش جراح، من “حرب زعامات” على مستوى كل حي وانتشار جماعات تدّعي الزعامة على حساب أخرى، سبب رئيسي في تنامي الظاهرة التي تتفاقم خلال شهر الصيام. وعن انتشار النزعة الإجرامية التي طغت علي روحانية الشهر الفضيل، أوضحت الباحثة في علم الاجتماع، حويذق سعاد، بأن مجتمعنا الجزائري كان يستمتع قديما بالطقوس الروحانية لرمضان الذي كان شهرا للتكافل والرحمة والشفقة، في الوقت الذي لم يعد الشهر ذاته يعني شيئا للبعض في وقتنا الحالي، مضيفة أن حرمان الكثيرين من التدخين وفنجان القهوة، أحد أهم أسباب العنف خلال شهر رمضان.