والله سبحانه ينمّي فينا خُلق الشُّكر والحمد حتّى يكون سلوكًا ملازمًا لنا من نسمات الهواء الّتي نستنشق إلى أنفاس الرئة. فالمسلم يحمد الله إذا ركب، وإذا أكل، وإذ رزق، وإذا حُرم أيضًا. في الحديث: ”يُنادي يوم القيامة: ليَقُم الحمّادون، فتقوم زمرة فينصب لهم لواء فيدخلون الجنّة، قيل: وما الحمّادون؟ قال: الّذين يشكرون الله على كلّ حال” أخرجه الحاكم في المستدرَك. إنّ شكر الله على النّعمة من جملة نعمه عليك، فليس كلّ ميسور مردِّدًا حمد الله، لذلك علّمنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”اللّهمّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرك وحُسن عبادتِك” أخرجه أبو داود والترمذي والنّسائي. والفرصة لاتزال قائمة لاستدراك ما فات، ونحن نعيش العشر الأواخر فأروا الله فيها من أنفسكم خيرًا. وحافظوا على صيامكم فيها من اللّغو والنّظر إلى الحرام، وعلى لياليها قيامًا وتهجّدًا، وكونوا كما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفعل إذا بلغ العشر الأواخر، ذلك أنّ الأعمال بخواتيمها، والجوائز تمنح للفائزين في آخر أعمالهم، ومن دلائل القبول: التّوفيق في التّزوّد من الطّاعات.