إن أول ما قاله سيدنا آدم بعد أن نُفخت فيه الروح هي (الحمد لله) وذلك لما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن عبيد بن عمير (ذلك خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة، وإن الله لما خلق آدم نفخ فيه الروح فسار فيه، ثم نفخ فيه أخرى فاستوى جالساً، فعطس فألقى الله على لسانه: الحمد لله رب العالمين، فقالت الملائكة: رحمك الله (وهذا الحديث له شاهد مرفوع عند الترمذي والبيهقي من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وعند ابن حبان من رواية أنس رضي الله عنه). فالحمد لله كلمة مباركة جعلها الله أول كلمة ينطقها سيدنا آدم وهو أول الخلق وبدأ الله بها فاتحة الكتاب وهي سبب في جلب الرزق والخير على المؤمنين وذلك لقوله تعالى {لئن شكرتم لأزيدنّكم}.. [ابراهيم :6-7]. الحمد في السراء والضراء: روى أبن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال. صححه السيوطي، وحسنه الألباني. فيجب على المسلم أن يحمد ربه فى جميع الأحوال سواء كان خيراً له أو ضرراً فلابد أن يتذكر ربه فى الخير ولا يلهى نفسه فيه لأن هذا الخير هو من عند الله وهو من رزقك إياه أما في وقت الابتلاء فيجب أن نحمد الله فيه لأنه اختبار لقوة إيماننا به وصبرنا على البلاء، فبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ ضحك، فقال عليه الصلاة والسلام: ألا تسألوني ممَ أضحك؟ قالوا: يا رسول الله وممَ تضحك ؟ قال:(عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له) [أخرجه مسلم عن صهيب الرومي]. أول من يدعون إلى الجنة: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ، الْحَمَّادُونَ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ). فقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه أول من يدعون إلى دخول الجنة هم الذين يحمدون الله في السراء والضراء مما يرفع من شأن الحامدين لله وكم هي كلمةٌ عظيمة عند الله، يقول ابن القيم رحمه الله: الحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه. أكثر ما يشغل أهل الجنة: وإن أقصى ما يشغل أهل الجنة تسبيح الله أولاً وحمده آخراً، يتخللهما تحيات السلام وذلك لقوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}..[يونس:10]. الحمد لله أحسن الأدعية: والحمد لله هي أفضل الدعاء وسرّ ذلك أنها متضمنةٌ الثناء على الله عزّ وجل، روى الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)، أخرجه الترمذي: وحسَنه ابن حجر والألباني والأرنؤوط. فإذا بحثنا فى حياتنا سنجد أن كل شيء أنت تمتلكه أو يصيبك فهو نعمة وخير من عند الله سواء خيراً أو شراً فارضى بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس وأحمد الله فى كل الأحوال يرزقك من حيث لا تحتسب فإن الله إذا أحبّ عبده ابتلاه، فإن صبر اجتباه، وإن شكر (أي رضي) اقتناه.