يستقبل المسلمون عيد الفطر لهذا العام في أسوأ ما يكون من الأحوال، العالم الإسلامي والعربي كلّه يعيش أوضاعًا مزرية، يعيش المسلمون بين الاحتلال وحروب الإبادة كما هو الحال في غزّة الشّهيدة الّتي تتعرّض لأبشع أنواع الاحتلال والإبادة من قبل اليهود حفدة القردة والخنازير في ظلّ صمت مطبق للقوى الكبرى ومجلس الأمن وتخاذل للإخوة في الدّين واللّغة من العرب والمسلمين. وكما يحدث للمسلمين في إفريقيا الوسطى وفي بورما من حرب إبادة واستئصال دون أن يحرّك العالم ساكنًا وكأنّ الّذين يُقتلون نوع من أنواع الحشرات وليسوا بشرًا، وبين أوضاع داخلية مزرية يعيشها المواطن العربي والمسلم، حيث يعيش الفتن والاقتتال بين أبناء البلد الواحد كما هو الحال في ليبيا الّتي لم تكد تفرح بزوال ديكتاتورها حتّى انقلبت الأوضاع فيها، والظّلم والاستبداد كما هو الحال في مصر الّتي انقلبت على الشّرعية ووجّهت سلاحها لأبنائها تقتلهم بدل أن توجّه ذلك السّلاح لأعداء الأمّة من اليهود المحتلين، وكما يحدث في عراق الحضارة من الفتن الطّائفية والقتل على الهويّة. وكما يحدث في سورية من حرب إبادة على المواطنين العزّل وتدمير للبلد بأكمله من أجل أن يستمر الزّعيم في الحكم، وكما يحدث في اليمن أيضًا، ناهيك عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية من فقر وبطالة وانتشار للأمراض وسوء تغذية وضعف مستوى التّعليم وغير ذلك. وهكذا يعيش العالم العربي كلّه أحوالًا مزرية وصعبة، يعيش بين فكّي كماشة، بين مطرقة العدو الخارجي الّذي يتربّص بالمسلمين ويتحيّن الفرصة للانقضاض عليهم والنّيل منهم وبين سندان ظلم واستبداد ذوي القُربى من حكّام ظلمة ومستبدين وفرقة وتشرذم واقتتال داخلي بسبب الاختلافات المذهبية والحزبية وغير ذلك. هذا وصف تقريبي للواقع المزري الّذي يعيشه المسلمون اليوم، وقد أخبرنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن جزء من هذا الواقع عندما قال: ”يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها”، فالمسلمون بين الأمم كالقصعة المليئة بالطّعام الشّهي بين الأكلة كلّهم يريد أن يأخذ حظّه منها. فكيف يكون عيد من كانت هذه حالهم يا ترى؟