كثفت وحدات الجيش وحرس الحدود المرابطة بالحدود الشرقية بين الجزائروتونس، من المراقبة ومن الطلعات الجوية الاستطلاعية، مثلما أفادت به مصادر محلية، وذلك لمنع أي تسلل للإرهابيين من وإلى تونس، وذلك في أعقاب عملية إرهابية جديدة في القصرين، استهدفت ثاني أكبر ثكنة عسكرية تونسية. وتندرج عمليات الجيش الوطني الشعبي بالمناطق الحدودية، ضمن التنسيق الأمني الجاري بين الجزائروتونس لتضييق الخناق على المجموعات الإرهابية النشطة بجبل الشعانبي. وضمن هذا السياق، حذرت وزارة الدفاع الوطني التونسي، في بلاغ لها، أمس، من كل محاولة تسلل أو اعتداء على المنشات المحروسة أو الاقتراب المشبوه من الوحدات العسكرية العاملة على الميدان، وقالت إن “عدم الامتثال لتعليماتها يعرض صاحبها للرمي بالذخيرة الحية”، منبهة إلى ضرورة الامتثال لأوامر التشكيلات المكلفة بحماية المنشآت العسكرية”. وتؤشر هذه التعليمات على أن الجيش التونسي يتوقع اعتداءات إرهابية أخرى على شاكلة ذلك الذي استهدف دورية للحرس الوطني قرب الثكنة العسكرية بسبيطلة من ولاية القصرين، ما أسفر عن مقتل جندي وجرح مدني. كما أكد، أمس، مصدر طبي بالمستشفى الجهوي بالقصرين استقبال جندي من الجيش الوطني تعرض لإصابة خلال عملية تمشيط لوحدات الجيش التونسي بجبل سمامة، وهو ما يعكس تحركات العناصر الإرهابية بالمنطقة. في سياق متصل، أفاد رفيق الشلي، المدير العام السابق بالأمن الوطني ومدير الأمن الخارجي سابقا بتونس، أمس، بأن طائرات قدمت من قطر إلى ليبيا مليئة بما أسماهم “المجاهدين”، ما يفسر، حسب قوله، نجاحات “أنصار الشريعة” في ليبيا، ومن ذلك احتلالهم قاعدة تابعة لقوات الصاعقة في بنغازي. كما أكد المصدر ذاته في تصريح لصحيفة “التونسية” أن المجموعات الإرهابية القادمة من “داعش” ومن بينها عدد كبير من التونسيين يتراوح بين 4 آلاف و5 آلاف هدفها، كما أشار، فرض السيطرة على طرابلس ثم احتلال الزنتان، وفي هذه الحالة يصبح الخطر أكبر على تونس، حيث سيتم وفق تقديره “اقتحام الجنوب عبر الحدود ثم تأتي عملية التمركز”. وزير الخارجية الليبي يستبعد دخول مطلوبين أو مشتبه فيهم إلى تونس استبعد وزير الخارجية الليبي، محمد عبد العزيز، أمس، عبور مطلوبين أو مشتبه فيهم عبر الحدود التونسية، وقال إن “الجانب التونسي أداؤه مهني وجدي ويقوم بعمليات تفتيش لا يسمح بموجبها بدخول أي شخص إلا بعد التأكد من هويته”. وأوضح رئيس الدبلوماسية الليبي أن المعلومات المتوفرة تشير إلى احتمال تدفق المقاتلين من سورياوالعراق على ليبيا في إطار الرسالة التضامنية بين الجماعات المقاتلة. وقال إن “المجموعات المقاتلة في شرق ليبيا بالدرجة الأولى إذا كانت في خطر، فإن الجماعات المنتشرة في العراقوسوريا حتما ستتضامن معها”. وأكد وزير الخارجية، في تصريح لإذاعة “سوا”، أن بلاده ستطلب من الولاياتالمتحدة دعما عاجلا يشمل التعامل مع التطورات الليبية بجدية، قبل أن تتحول بلاده إلى دولة فاشلة، كما عبر عن خشيته من أن تتحول بلاده إلى إمارة إسلامية تسيطر عليها التنظيمات المتشددة في حال عدم إنقاذها، على حد تعبيره. وقال إن عناصر القاعدة والأشخاص الذين ينتمون إلى المقاتلين على اختلافهم موجودون داخل الأراضي الليبية، متهما إياهم بالوقوف أمام المسار الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات والقانون. وأكد عدم قدرة الدولة على مواجهة المجموعات المتطرفة، مشيرا إلى أن طرابلس ليست لديها الآليات التي تمكنها من مواجهة تلك التحديات، ما يستدعي دعما دوليا لتمكين الدولة الليبية من تسيير المؤسسات.