لا حديث وسط الشارع القبائلي، أمس، إلا عن وفاة إيبوسي الذي ترك فراغا كبيرا، ليس للشبيبة القبائلية فحسب، بل للكرة الجزائرية التي عرفت، أول أمس، منعرجا وسابقة خطيرة ستبقى وصمة عار في جبين مسؤوليها. كانت الساعة الواحدة إلا الربع عندما خرجت سيارة إسعاف نقل جثمان المرحوم ألبير إيبوسي، التي غادرت المكان باتجاه مستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة، تحت زغاريد ممرضة وامرأة تقطن بعمارة مقابلة لمصلحة حفظ الجثث بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد ندير بتيزي وزو، وتصفيق مئات الأنصار الذين قدموا لإلقاء النظرة الأخيرة على اللاعب، على أن ينقل إلى الكاميرون بعد إتمام الإجراءات الإدارية من قبل الجهات المعنية بالعاصمة. حزن بتيزي وزو بعد وفاة إيبوسي كان الجو حزينا، أمس، بشوارع مدينة تيزي وزو بعد وفاة اللاعب إيبوسي بعد تلقيه لقذيفة أصابته على مستوى الجمجمة، حينما كان متوجها إلى غرف تغيير الملابس بعد نهاية المباراة التي جمعت فريقه الشبيبة باتحاد الجزائر. المركز الإستشفائي الجامعي محمد ندير كان قبلة لأنصار الشبيبة الذين قدموا لتوديع مدللهم إيبوسي، حيث تنقلوا بالمئات منذ الساعة الثامنة صباحا، ومنهم من قضى الليلة بالمكان. فلا حديث لدى المواطنين إلا عن الفاجعة وعن المصيبة التي لحقت بهذا للاعب وبفريقهم، وحتى بولاية تيزي وزو ككل، التي وصفت بكونها تراجيدية ومأساة. واستنادا لمصادر متطابقة، فإن المرحوم ألبير إيبوسي قد أصيب بقذيفة على بعد حوالي مترين من المدخل المؤدي إلى غرف تغيير الملابس، حينما كان خارجا من الملعب بكل ثقة واطمئنان بأن الأنصار لن يرشقوه بالحجارة، كونهم يحبونه وهو يبادلهم الشعور نفسه، لكن حدث العكس وتلقى قذيفة وسقط على الأرض، ليقوم أعوان الحماية المدنية بنقله إلى المستشفى المحاذي للملعب لإنقاذ حياته، لكن القدر أراد عكس ذلك. الوفاة بعد ثوان من وصوله إلى المستشفى وحسب عباس زيري، المدير العام للمركز الإستشفائي الجامعي محمد ندير بتيزي وزو، فإن اللاعب إيبوسي لفظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله إلى المستشفى متأثرا بإصابة على مستوى الجمجمة، سببت له توقف قلبه عن النبض. وحينما كان البروفيسور زيري يتحدث للصحافيين، أشار إلى أن طبيبين شرعيين بصدد تشريح جثة المرحوم للتعرف على سبب الوفاة، كما يتواجد بالمصلحة ذاتها أعوان فرقة الشرطة العلمية الذين باشروا أيضا عملهم. مصالح الشرطة تشرع في التحقيق وباشرت مصالح الشرطة، صباح أمس، تحقيقاتها حول الأحداث التي شهدها ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، وتم منع الغرباء من دخوله، فقاموا بأخذ عينات وبصمات الأصابع على الحجارة الموجودة على أرضية الملعب، وكذا مشاهدة الشريط الذي تم تصويره بواسطة كاميراتهم، علما بأن هذا الملعب يفتقد للكاميرات التي كانت سيلجأ إليها لمشاهدة ما حدث وكشف الأشخاص الذين قاموا برمي الحجارة والوقوف وراء الأحداث المأسوية هذه. وإلى حد كتابة الأسطر، لم تتسرب إلينا أي معلومة حول نتائج هذا التحقيق. وكان وزير الداخلية، الطيب بلعيز، قد أمر بفتح تحقيق في الواقعة والإسراع في كشف الحقيقة لمعرفة المتسبب في وفاة إيبوسي وفي هذه الفاجعة.