أشرف اللواء شريف عبد الرزاق، قائد الناحية العسكرية الرابعة والحاكم العسكري لمنطقة غرداية، على مخطط انتشار أمني جديد لأكثر من 6 آلاف عنصر أمني، وقال مصدر أمني إن قوات عسكرية قوامها أكثر من ألف عسكري ضمن كتيبتي شرطة عسكرية، مستعدة للتدخل في غرداية عند اقتضاء الضرورة. قال مصدر أمني رفيع إن تحويل مسؤولية تسيير أزمة غرداية، من وزارة الداخلية إلى وزارة الدفاع الوطني، لا يعني تدخلا عسكريا مباشرا في أحداث غرداية، إلا في حالة واحدة، هي خروج الأوضاع عن السيطرة، إما بسبب عنف المصادمات أو انسحاب للشرطة، كما وقع قبل أسبوع تقريبا، أو بسبب استعمال أسلحة نارية بشكل علني كما وقع في نهاية الأسبوع الماضي ببريان في غرداية. وقد وضعت قيادة الجيش الوطني الشعبي كتيبتين من قوات الشرطة العسكرية، منهما الكتيبة رقم 98 التي تتمركز الآن في ثكنة بوسط المدينة على أهبة الاستعداد للتدخل في غرداية، عند اقتضاء الضرورة، مع احتمال وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة في الحالات الطارئة، ووضعت معهم 4 آلاف شرطي وألفي دركي. وقد أشرف اللواء شريف عبد الرزاق على نشر هذه القوات في مخطط أمني جديد، وجاء هذا إثر اجتماع تنسيقي حضره مسؤولون مدنيون وعسكريون في مقر ولاية غرداية. وأعادت قيادة الجيش المشرفة على الشأن الأمني في غرداية، نشر قوات التدخل التابعة للشرطة والدرك، بحيث تفقد قائد الناحية العسكرية الرابعة مرفقا بمبعوث من رئاسة أركان الجيش الوطني الشعبي، الأحياء الساخنة في مدينة غرداية، مساء أول أمس، واجتمع بمسؤولي ولاية غرداية من عسكريين ومدنيين، تطبيقا لأوامر نائب وزير الدفاع الوطني، وأبلغ العسكر أعيانا من غرداية أن أي عبث في المستقبل قد يستدعي تدخلا عنيفا من الجيش. وقال مصدر عليم إن رئاسة أركان الجيش قررت وضع قوات من الشرطة العسكرية على أهبة الاستعداد من أجل نشرها في غرداية في حالة اقتضاء الضرورة ذلك. ويرتبط تدخل الجيش في غرداية، حسب مصادرنا، بعدة عوامل، أهمها احتمال انفلات الوضع في غرداية ووقوع عدد كبير من الضحايا، أو وقوع عمليات تخريب واسعة النطاق للبنية التحتية وقطع الطرق الوطنية. والاحتمال الثاني، هو وقوع احتجاجات في ولايات بالشمال تقتضي سحب قوات الشرطة والدرك من غرداية. والاحتمال الثالث، هو انسحاب جديد للشرطة. وربطت مصادرنا بين قرار وضع قوات الجيش في حالة تأهب، مع بيان وقّعه عدد من أعيان غرداية، يطلب تدخل الجيش الوطني الشعبي لحماية الأرواح والممتلكات. وحسب مصدر عليم دائما، فإن الناحية العسكرية الرابعة شكلت بالفعل مجموعة عمل وتخطيط لمواجهة أي طارئ في غرداية، وتشير المعلومات المتاحة إلى أن قرار وضع القوات في حالة تأهب لا يعني على الإطلاق أن قرار تدخل العسكر قد اتخذ، لأن القرار منوط بالقيادة السياسية، لكن الجيش كما هي العادة يتحضر لأسوأ الاحتمالات. وقد أكدت مصادر عديدة على صلة بالوضع الأمني في غرداية في مناسبات سابقة، أن مهمة حفظ النظام والأمن في غرداية ليست من مهام الجيش، كما أن وسائل الجيش القتالية لا تتناسب مع الوضع في غرداية. و اعتبر مصدر أمني رفيع أن العد العكسي لتدخل الجيش في غرداية قد بدأ بالفعل، وينتظر العسكريون الأوامر من القيادة السياسية لنشر آلاف الجنود عند الضرورة. وعلى صعيد ميداني، عاد الهدوء الحذر والنسبي إلى أغلب أرجاء مدينة غرداية، حيث شهدت عدة أحياء في المدينة بعض المناوشات المحدودة، وشلت أعمال العنف الأخيرة مدارس في بريان لكي تضاف إلى المدارس المشلولة في غرداية، كما غاب مئات الموظفين والعمال عن مناصب عملهم بحجة ضرورة بقائهم في البيوت من أجل حماية أسرهم.