يخشي معارضون لقيادة الأفالان، من أن تؤدي عملية إعادة الهيكلة الجارية حاليا إلى تفجير الحزب كليا، لكن الموالين للأمين العام عمار سعداني متمسكون بالعملية ويتهمون أطرافا بالحزب لها ولاءات معروفة، حسبهم، بتدبير أعمال عنف عشية الاحتفالات بالذكرى الستين لثورة نوفمبر وإعلان تأسيس الأفالان. اعتبر نور الدين جعفر عضو القيادة الموحدة التي تضم أعضاء سابقين في المكتب السياسي وأمناء محافظات، ومن الحركة التصحيحية، أن عملية التنصيب الجارية أخذت منحنى جديدا وسط مخاوف من تفجير صراعات قبلية وانزلاقات، حسبه، وأعطى المثل بحالة باتنة التي قسمت إلى ثلاث محافظات، على أساس عروشي، وتوقع استمرار الاحتجاجات، وفشل العملية في آخر المطاف. وقال المتحدث في اتصال بالهاتف مع “الخبر”، إن مناضلين رفعوا في أريس شعارا يحذرون فيه قيادة الحزب من مخاطر المضي في توجهها الحالي، حيث كتبوا “لا لغرداية ثانية لا للفتنة لا للمال الفاسد”، “إنه تحذير صريح، لكن يبدو أن قيادة الحزب لم تفهمه”، وفق تصريحه. وتابع “إنهم يهربون إلى إعادة الهيكلة لإظهار أنهم يعملون، غير أن ما أنجز هو عمل ارتجالي لا يستند للقانون ويحمل في طياته نزعة انتقامية، في حين أن المطلوب من الحزب في المرحلة الحالية حضور أكبر وفتح نقاشات حول القضايا المصيرية للبلد”، وأضاف “لقد اختصر تاريخ الحزب وارثه حاليا في برنامج الدولة المدنية ومحاربة “الدياراس” والاحتماء بقيادات في الدولة، دون أي برنامج أو حلول لمشاكل المجتمع”. وكشف المتحدث نفسه عن الإعداد للقاء جديد للمعارضين قريبا لمناقشة الخطوات المقبلة، وأفاد “ليس لدينا مشكلة مع سعداني، نحن مناضلون معا، لكن نختلف في الرؤية ولن نسمح بانهيار الأفالان، لأن الدولة الجزائرية مازالت في حاجة إليه”. من جهتها، تشتبه قيادة الأفالان في وجود عمل مدبر لتأليب قواعد الحزب عليها، واستغلال الحساسيات التي تفجرت بسبب عملية الهيكلة لزعزعة استقراره، وخصوصا بعد الاحتجاجات التي شهدتها باتنة يوم الأحد، ووهران أمس الاثنين. وأشار مصطفى معزوزي، المكلف بالتنظيم في المكتب السياسي، إلى أن ما جرى في باتنة محاولة من عناصر معروفة ل«زعزعة أوضاع الحزب والإعلان أنهم لازالوا في الخدمة”، وقلل من أهمية الاحتجاجات التي رافقت تنصيب أمناء ثلاث محافظات بالولاية، وأفاد في مقابلة بمكتبه “لباتنة خصوصية، هذا يفسر المشاحنات” التي شهدتها عملية تنصيب المحافظين أول أمس، وتابع “عملية إعادة الهيكلة لن تتوقف استجابة لطلبات المناضلين”، وأظهر لنا رسالة من مغنية بأقصى الحدود الغربية يطلب فيها منتسبون للحزب استحداث محافظة جديدة، مضيفا أن استئناف الاستعدادات للمؤتمر المقرر في الثلاثي الأول من السنة المقبلة سيتم بعد الانتهاء من إعادة الهيكلة، وشدد على أن عملية إعادة الهيكلة مكنت من استقطاب مئات الكفاءات الذين عانوا من احتكار بعض الوجوه للساحة.